يتطلع أبناء الجنوب اليوم، في الداخل والخارج، إلى لحظة فاصلة تُعلن فيها قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي "البيان رقم واحد"؛ بيان التاريخ والقرار، الذي ينتظره شعبٌ قدّم في سبيل الحرية أرواح شبابه وأعوام كفاحه.
لقد طال صبر الشعب الجنوبي وهو يُمنّي النفس بلحظة النهوض والعودة إلى السيادة الكاملة على ترابه الوطني. فقد آن الأوان لإعلان موقف شجاع يُجسّد إرادة هذا الشعب في التحرر، ويضع العالم أمام مسؤوليته، ويقطع الطريق على كل من يحاول التلاعب بمصير الجنوب أو العبث بتضحياته.
إن أبناء الجنوب، وهم يراقبون التحولات المتسارعة في الداخل والإقليم، يؤمنون أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو المفوض الشعبي لإعلان هذا البيان المنتظر. ولن يكون البيان مجرد ورقة، بل عهد جديد، وفتح سياسي كبير، يؤسس لمرحلة عنوانها: الجنوب لكل وبكل الجنوبيين، بلا إقصاء ولا تهميش، ولا مشاريع صغيرة.
لا مجال بعد اليوم للتردد أو المجاملة، ولا وقت لتأجيل الاستحقاقات، فقد أصبحت معاناة شعب الجنوب جحيمٌ لا يُطاق على كل المستويات والاصعدة ، فالمعركة لم تعد فقط في ميادين القتال، بل في القرار السياسي الذي ينتظره الشارع بفارغ الصبر.
نداء أبناء الجنوب اليوم إلى قيادتهم: أعلنوا البيان. فالشعب معكم، والمرحلة تفرض الحسم، والتاريخ لن يرحم المتخاذلين. وحدوا الصف، وتجاوزوا الخلافات، ولتكن الكلمة واحدة والراية واحدة. فالجنوب لا يُبنى إلا برجاله المخلصين وقراراته الحاسمة.
البيان رقم واحد ليس خيارًا، بل ضرورة تاريخية وأمانة في أعناقكم.