في كل صراع مسلح، ثمة نهاية يُفترض أن تلوح في الأفق بمعنى آخر يجب ان يكون هناك منتصر ومهزوم، حدود تُعاد رسمها، خرائط سياسية تُولد من رحم المعركة.
غير أن الحرب اليمنية على الجنوب والمقاومة الجنوبية التي واجهتها وطردت الحوثي من الجنوب، منذ انطلاقها وحتى اليوم، تبدو وكأنها سُلبت حقّها في الوصول إلى هذه النهاية. فهي لم تُترك لتأخذ مسارها الطبيعي، بل وُضعت لها كوابح داخلية وخارجية حالت دون بلوغها ذروتها الحاسمة حتى تحولت إلى مآسي، فتجمدت في منتصف الطريق، لا تموت ولا تحيا، تحترق وتُطفأ، ثم تُشعل من جديد.
لقد تحوّلت هذه الحرب، بسبب تدخلات متعددة الأطراف، إلى مآسي متواصلة، أشبه بكوميديا سوداء تتكرر فصولها على مرأى من الجميع. مآسي لا تكتمل لا تُنتج أثراً حاسماً، بل تتحول إلى عبث يومي، عنوانه الأبرز هو الاستنزاف، يعني استنزاف الدم، والموارد، والفرص، والأمل.