تجويع شعب الجنوب.. إلى أين؟

2025-07-17 19:05

 

لقد تجاوزت معاناة أبناء الجنوب حدود الاحتمال، ولم يعد الجوع خيالًا يلوح في الأفق، بل أصبح واقعًا مريرًا يعيشه المواطن في كل بيت، وكل حي، وكل محافظة. فمنذ سنوات، وشعب الجنوب يتعرض لسياسات ممنهجة أدت إلى تدمير اقتصاده، ونهب ثرواته، وتفريغ مؤسساته، والتضييق على معيشته، حتى بات الناس يبحثون عن لقمة العيش بين ركام الفساد والتجويع المقصود.

 

فمن يجوّع الجنوب؟ ولماذا؟

إنها ليست أزمة عابرة ولا خطأ إداري ولا ظرف اقتصادي طارئ، بل خطة محكمة تُدار من خلف الكواليس لتطويع هذا الشعب الصابر وكسر إرادته. كيف لا، وهو الذي رفض الخنوع، ورفع صوته عاليًا مطالبًا بحقه في استعادة دولته وهويته وكرامته.

 

لقد تم إيقاف الرواتب أو تأخيرها لأشهر، وتم العبث بأسعار العملة لتفقد قيمتها، وارتفعت الأسعار بشكل جنوني بينما لا يملك المواطن دخلًا يكفيه ليومين. توقفت الخدمات، وانهارت المنظومة الصحية والتعليمية، بل حتى مياه الشرب والكهرباء أصبحت ترفًا نادرًا. وأمام هذا الانهيار، لم نسمع من الحكومة غير الصمت، وكأنها في غيبوبة تامة.

 

هل يُعقل أن تكون حضرموت الغنية بالنفط، وشبوة بثرواتها، وعدن بموانئها، محرومة من أبسط مقومات الحياة؟

إنه العبث بعينه، وإنها الجريمة الكبرى بحق شعب الجنوب، بل هي إحدى أدوات الاحتلال الناعم الذي يُمارَس بسلاح التجويع بدلًا من الدبابة، وبالحرب الاقتصادية بدلًا من الرصاص.

 

لكن إلى أين؟ وماذا بعد؟

إلى متى سيظل شعب الجنوب صابرًا على هذا الذل؟ إلى متى سيظل صوته محاصرًا وحقوقه منهوبة؟

 

إن صبر الشعوب له حدود، وتجويع الأحرار لا يؤدي إلى الاستسلام، بل إلى الانفجار. وإذا استمر الحال كما هو عليه، فإن الغضب القادم سيكون عاصفًا، ولن تُجدي بعدها سياسة التجاهل ولا بيانات الإدانة. فالشعوب التي تُجوّع عمدًا، ستنتفض يومًا وتكتب تاريخها بيدها.

 

نداء ختامي:

"يا شعب الجنوب، لا تسمحوا للجوع أن يطفئ جذوة الكرامة في قلوبكم... فأنتم أصحاب الأرض، وأهل الحق، ورافعو راية التحرر. اصبروا، ولكن لا تصمتوا... فالتاريخ لا يرحم من جاع وسكت!"