الوضع المعيشي في عدن وبقية المحافظات الجنوبية بلغ مستويات مأساوية، في ظل الانهيار المتواصل للعملة المحلية وتآكل ما تبقى من قيمة الرواتب، إن دُفعت أصلاً. الأسعار ترتفع بجنون، وكل مرة أخرج فيها لشراء بعض الحاجات، أندهش كيف يتمكن أصحاب الدخل المحدود من الصمود والاستمرار في الحياة.
المشهد مؤلم، والانهيار الاقتصادي لم يعد مجرد أرقام وتقارير، بل واقع يُقرأ في وجوه الناس. لسنا بحاجة اليوم لخبراء تغذية أو تنمية بشرية لتشخيص المجاعة، يكفي أن تسير في شوارع المدينة، وتتأمل ملامح كبار السن الجالسين قرب المساجد أو على الأرصفة، لا بحثًا عن صدقة، بل عن نسمة هواء تُنسيهم أعباء الحياة.
أتحدث عن أولئك الشرفاء، من المتقاعدين وكبار السن، الذين تظهر في ملامحهم اوجاع الدهر وقسوة الحياة وحجم الخذلان.
الوضع كارثي باختصار، وكل تأخير في إيجاد حلول حقيقية هو جريمة في حق البسطاء الذين لا يملكون خيارًا سوى الصبر.
#ياسر_اليافعي