كم من مظالم تُطاولُ حياة الناس وتُحطُ من كرامتهم دون إن يسمع بها أحد او يرفع عنهم مظلمة ويدفع عنهم أذىً.. وكم من بلاطجة ونافذون يفعلون فعلتهم دون ان يطالهم عقاب او حتى كلمة لوم وتقريع وينصرفون بعدها لفعلة أخرى.
... من يحالفهم الحظ من هؤلاء الضحايا -كالدكتورة ليالي سالم عكوش-( بنت القيادي الجنوبي في ثورتنا الجنوبية منذ انطلاقتها الاولى ربنا يتغمده بواسع رحمته) ويجدون لأصوتهم أذانٌ صاغية وعقول نظيفة نقية تقف بحانبهم، لا يستعيدون فقط حقوقهم ولا يجدون إنصافهم فحسب بل أيضا ينصبُون محكمة إعلامية وأخلاقية وشعبية للجناه ويفضحونهم على رؤوش الأشهاد دون هوادة.
...فبعد غياب او تحجيم المؤسسات الحكومية والرقابية بالذات او بالأصح تغييبها عمدًا من قِبل السلطات الحاكمة الفاسدة لم يبق للمظاليم والضحايا سوى الفضاء الرقمي بكل برامج التواصل الاجتماعي التي يزخر بها كآخر جدار يمكن انتزاع الحقوق عبره وللانتصار من خلاله لكل مظلوم ولفضح كل عربيد فاسد بلطجي وتعرية كل جهة تستقوي بنفوذها ومالها وسلطتها.
فهاهنا في هذا الفضاء الإليكتروني الواسع محاكمة شعبية نخبوية يستعصي رشوتها او تجييرها لمصلحة نافذ بلطجي لص او لجهة سلطوية فاسدة قمعية قبيحة.
فلا يستهين بهذا الفضاء أحد....ففي رحابه تتشكل وتنمو ثورة وعي حقوقي مباركة وجب الحفاظ عليها وتنقيتها من كل تلوث.