حين تصبح الحياة… انتظارًا طويلًا لشيء لا يحدث

2025-07-25 18:41

 

في اليمن والجنوب، شعبان عالقان في غرفة انتظار بلا باب خروج، أحدهم أوهموه بخروج المهدي الذي غاب منذ أثنين عشر قرنًا، ويُقال إنه يراقب العالم من سرداب لكن يبدو أن النت لم يصله أو أنه بلا شبكة.

 

والآخر ينتظر الدولة التي اختطفتها عصابات شوارعية قبل 60 سنة بأسم القومجية والأممية والبروليتاريا، وصارت قضيته تُبحث في مزاجات الفاعلين الدوليين، لا في ميدان الواقع.

 

أما المواطن المنحوس مثلي، فخياراته محدودة، أما ينتظر رصاصة تسقط على رأسه من احتفال في فرح زواج ابن مسؤول، أو أن ينتظر أهله ذبح ثور أمام منزلهم في تحكيم قبلي بعد مقتله على يد قاطع طريق او عصابة تاجر مخدرات، أو أن يموت جوعًا، أو مرضًا، أو قهرًا… أيهما يصل أولًا لم يعد الفرق مهما!

 

في هذه البلاد، الحرب رزق، والموت قدر، والقيادة صفقة وفهلوة، لكن الشعبان ماذا حدث لهما ؟ يضحكان من القهر… بعدما جفت دموعهم من زمن بعيد.