تشهد مدينة المكلا ومديريات ساحل حضرموت أزمة خانقة نتيجة الانقطاعات المتزايدة في التيار الكهربائي، وسط موجة سخط شعبي غير مسبوقة، وبينما يُحمِّل المواطنون مؤسسة الكهرباء مسؤولية التقصير، تكشف المعلومات أن السبب الحقيقي للأزمة يعود إلى ممارسات ممنهجة من قبل حلف قبائل حضرموت بقيادة الشيخ عمرو بن حبريش، الذي يقف خلف منع دخول شحنات الوقود المخصصة لتشغيل المحطات الكهربائية.
الكهرباء تعتذر.. وحقيقة الأزمة في الحجز القبلي
في بيان رسمي، قدّمت المؤسسة العامة للكهرباء بساحل حضرموت اعتذارها الشديد للمواطنين عن زيادة ساعات انقطاع التيار، موضحة أن التراجع في خدمة التوليد يعود إلى توقف توريد كميات ضخمة من الوقود، أبرزها 290 ألف لتر من المازوت و50 ألف لتر من الديزل، كانت تُموّل يوميًا من شركتي بترومسيلة ومأرب.
وأشارت المؤسسة إلى أن نسبة العجز في الوقود وصلت إلى 44% من الكميات المطلوبة، ما تسبّب بارتفاع غير مسبوق في ساعات الانقطاع، غير أن أصل الأزمة لم يكن نقص الوقود، بل منعه من الوصول إلى منشآت الكهرباء عبر نقاط قبلية تابعة لحلف الهضبة.
قواطر الوقود.. حبيسة في قبضة الحلف
منذ يومي 25 و26 يوليو، تشهد المكلا احتجازًا متكررًا لقواطر الديزل والمازوت على يد عناصر مسلحة تابعة لحلف الهضبة، دون السماح لها بالدخول إلى خزانات بترومسيلة، حيث أن هذا المنع يتكرر لليوم الثاني على التوالي، مع أكثر من 800 ألف لتر من الديزل و980 ألف لتر من المازوت عالقة خارج منشآت التعبئة، ما يهدد بانقطاع كلي وشيك للكهرباء عن كامل الساحل.
وأكدت مصادر من بترومسيلة أن استمرار هذه العراقيل سيُطفئ المكلا بالكامل في حال لم يتم الإفراج عن الشحنات فورًا، لا سيما في ظل حرارة الصيف واحتياجات المستشفيات والمرافق الصحية.
حادثة “القاطرة العاشرة”.. دليل على الخرق المنهجي
في وقت يُمنع فيه مرور قواطر الكهرباء، رُصد مرور قاطرة ديزل "مجهولة الهوية" ضمن قافلة رسمية مخصصة لكهرباء وادي حضرموت، عبر نقاط تابعة لحلف الهضبة، دون اعتراض.
اللافت أن القاطرة لم تكن مدرجة في التصريح الرسمي، وتم تمريرها رغم مخالفتها، بينما يتم احتجاز شاحنات الكهرباء المخصصة لساحل حضرموت، وعندما حاولت نقطة العطوف اعتراضها، تدخلت قوات عسكرية تابعة للمنطقة العسكرية الأولى وحرّرت القاطرة بالقوة، بل واعتقلت الجنود الذين أوقفوها، حيث أن هذه الواقعة فضحت أزدواجية التعامل، وكشفت عن تواطؤ صريح لصالح مناطق معينة على حساب أخرى.
تجنيد غير شرعي.. ومشهد دموي يسبق الانهيار
تتزامن أزمة الكهرباء مع اتهامات متصاعدة ضد عمرو بن حبريش بتجنيد غير شرعي لشباب من مناطق معينة ضمن تشكيلات مسلّحة لا تخضع لأي مرجعية قانونية أو رسمية، كان آخرها “اللواء الأول” الذي أعلن عن تشكيله مؤخرًا.
وسجّلت المحافظة محاولة اغتيال العميد الركن الجويد سالمين بارشيد، قائد اللواء ذاته، والتي أودت بحياة أحد مرافقيه.. واعتبر ناشطون ومراقبون أن ما يحدث هو “انزلاق أمني خطير” يُدار تحت غطاء قبلي، ويهدد بتفكك النسيج الاجتماعي في حضرموت.
دعوات شعبية: #أطلقوا_قواطر_الكهرباء
ردًّا على هذا العبث، أطلق ناشطون وإعلاميون حملة تضامن واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت مسمى #أطلقوا_قواطر_الكهرباء، مطالبين بفك الحصار عن شاحنات الوقود، ومحاسبة المتورطين في هذا الحصار، وعلى رأسهم حلف الهضبة وزعيمه عمرو بن حبريش، الذي وصفوه بـ"قائد اللواء الاول".
من يطفئ حضرموت؟
أصبحت الحقيقة جلية، انقطاع الكهرباء في حضرموت ليس قدرًا، بل نتيجة مباشرة لسياسات تصعيدية يقودها حلف قبائل حضرموت ،يتغذى على الفوضى، ويزرع نقاط تقطع بدلًا من مشاريع تنموية.
إن استمرار الصمت تجاه هذه التصرفات ليس سوى تفويض شعبي بانهيار متسارع، لن تقف تداعياته عند حدود الكهرباء، بل ستشعل أزمة أوسع تطال الاستقرار والأمن والسلم الاجتماعي في المحافظة.
*- شبوة برس – منصة حضرموت