ما بعد حضرموت

2025-12-16 16:29

 

مازال الكثير يرى أو يعتقد أن هناك خلاف بين الإمارات والسعودية، وان ما حصل في حضرموت والمهرة كان بدعم إماراتي، ومن دون موافقة السعودية.

 

وفي الحقيقة أن كل تحرك يحصل، لا يحصل إلا بإشراف وتوجيه سعودي، وبالتنسيق مع المجلس الانتقالي الجنوبي وبعض الشركاء المحليين والإقليميين والدوليين، لربما هناك بعض التباين في وجهات النظر بشأن القوة التي ستحل بدلا عن الفرقة الأولى في وادي حضرموت، إلا أن الجميع منسق ومتفق فيما يخص ترتيبات وأعمال المرحلة هذه والمرحلة التي تليها، وفي تصوري أن ما حدث في حضرموت، هو بداية لمرحلة جديدة سيشهدها ملف الأزمة اليمنية، تسعى من خلالها المملكة العربية السعودية وبتنسيق مع الشركاء الدوليين والمحليين، الموثوق بهم وفي المقدمة منهم المجلس الانتقالي الجنوبي، وقوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي، لتحقيق حل نهائي للأزمة اليمنية.

 

مرحلتها الأولى: تتمثل في تأمين الجبهة الجنوبية بكونها ستكون العمق والإسناد والمدد لأي عمل عسكري ضد الحوثيين.

 

ومرحلتها الثانية: ستكون الضغط عسكريا وسياسيا على جماعة الحوثيين، للقبول في الحلول السياسية وتقديم التنازلات والتخلي عن أساليب التهديد والابتزاز التي تمارسها الجماعة ضد السعودية.

 

ومرحلتها الثالثة: ستكون العمل العسكري ضد الجماعة إذا ظلت متمسكة بنهجها وعنادها وعدم تعاونها في إيجاد مخارج سياسية واقعية للأزمة اليمنية.

 

ظروف المرحلة الحالية لم تعد نفس ظروف المراحل التي سبقت، فايران وأذرعها ومشروعها تم ضربهم جميعًا، والأمريكان اللذين كانوا يعرقلون أي عمل عسكري جاد ضد الحوثيين، تغير موقفهم تبعا لتطور الأحداث التي مرت بها المنطقة، وبالتالي فالمرحلة القادمة لابد أن يحصل فيها حل للازمة اليمنية ويغلق باب التهديد الحاصل للملاحة الدولية في باب المندب والبحر الأحمر من قبل الحوثيين، سلمًا أو حربًا، فإذا لم يستجب الحوثيون للحلول السياسية الدبلوماسية، فليس ثمة خيار أمام الشركاء المحليين والإقليميين والدوليين إلا العمل العسكري ضدهم، وبالمقابل سيجد الحوثيون أنفسهم أمام نفس الخيارين أما الانخراط في تسوية سياسية واقعية، يحفظون لأنفسهم فيها البقاء والحصول على بعض المكاسب السياسية، أو المواجهة العسكرية. والمواجهة العسكرية من وجهة نظري تعني الانتحار السياسي والعسكري لهم، فالظروف والمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية الحالية، تختلف كثيرا عنها في المراحل السابقة بالنسبة للحوثيين، فهي اليوم ضدهم وليس في صالحهم.

 

*- د. حمود يحيى اليهري