ازدواجية القبائل اليمنية بين صنعاء وعدن.. وسبب كافٍ لرفض الوحدة

2025-07-28 20:49
ازدواجية القبائل اليمنية بين صنعاء وعدن.. وسبب كافٍ لرفض الوحدة
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس - سعيد ناصر مجلبع بن فريد العولقي

في واحدة من أكثر صور النفاق السياسي والاجتماعي وضوحًا، نُشاهد اليوم كيف تتعامل بعض القبائل اليمنية بمكيالين تجاه السلطات القائمة في البلاد. ففي الوقت الذي اندفعت فيه مجاميع قبلية كبيرة بكل قوتها نحو محافظة المهرة، مطالبة بالإفراج عن الشيخ الزايدي المعتقل هناك من قِبل سلطات الحكومة الشرعية، ووصل الأمر إلى مواجهات راح ضحيتها عدد من الأبرياء، نلاحظ صمتًا مريبًا وخضوعًا مخجلاً في قضية اعتقال شقيق الشيخ الزايدي في صنعاء من قِبل سلطة الحوثيين.

 

نعم، حين يكون الخصم في الجنوب ، تتحرك الجموع وتُستثار القبائل وتُرفع الشعارات. أما حين يكون المعتقل في سجون صنعاء، فلا نسمع إلا الهمس، ولا نرى إلا خنوعًا مذلًّا تحت راية الأمر الواقع الحوثي.

 

هذا التناقض الفجّ ليس عارضًا ولا عفويًا، بل هو مؤشر صارخ على أن ما يُسمّى بـ"الوحدة اليمنية" لم تكن يومًا سوى أداة لتمكين طرف على حساب الآخر. فالوحدة التي قامت في عام 1990 ما كانت إلا ضمًا وإلحاقًا، استخدمها الشمال لتوسيع نفوذه على حساب الجنوب، وسخّرها لتحقيق مصالحه، بينما استُبيحت فيها أرض الجنوب وكرامته وخيراته.

 

ومن هذا المنطلق، نحن لا نريد أي شكل من أشكال الوحدة. لقد جرّبناها، وخسرنا فيها الأرض والإنسان والكرامة. لا وحدة مع من يتعامل معنا كأتباع، ولا وحدة مع من لا يرى فينا إلا غنيمة حرب.

 

لقد آن الأوان لأن يعرف العالم أجمع أن الشعب الجنوبي يرفض هذه الوحدة جملة وتفصيلًا، وأن من أراد أن يفهم مطالبنا فليقرأها في سلوك أولئك الذين كشروا عن أنيابهم في المهرة، وكمموا أفواههم في صنعاء.