بن حبريش يعبث بأمن حضرموت باستعراض عسكري لمليشياته

2025-07-31 14:25
بن حبريش يعبث بأمن حضرموت باستعراض عسكري لمليشياته
شبوه برس - خـاص - المكلا

 

"قوات حماية حضرموت".. عرض استعراضي خارج مظلة الدولة وسط تحذيرات قبلية من خطر التصعيد

 

أُقيم صباح اليوم العرض العسكري لما يسمى بـ"قوات حماية حضرموت"، وسط حضور دعائي لقادة حلف مخيم الهضبة الذي يسيطر على ناقلات الوقود التابعة لكهرباء ساحل حضرموت، بعيدًا عن أي غطاء مؤسسي للدولة أو إشراف رسمي من قيادة السلطة المحلية أو وزارة الدفاع.

 

وفي كلمته خلال العرض، أعاد رئيس الحلف، وقائد ما يُعرف بـ"قوات حماية حضرموت"، عمرو بن حبريش، تكرار شعارات القرار الحضرمي المستقل و الشراكة مع التحالف، دون أن يشير إلى طبيعة تشكيل هذه القوة، أو الجهة الممولة، أو علاقتها بالأجهزة النظامية في الدولة، ما اعتبره مراقبون تأسيسًا مشكوكاً لكيان أمني موازٍ، يُدار خارج القانون وتحت غطاء قبلي–سياسي لا يمت بصلة لمؤسسات الدولة الشرعية.

 

ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن هذه التشكيلات لا تخضع لأي هيكلية عسكرية معترف بها، كما أن عناصرها جرى تجنيدهم بطرق غير رسمية، دون تدريب مؤسسي ولا اعتماد من الجهات الأمنية المختصة، ما يفتح الباب واسعًا أمام الفوضى وازدواج القرار داخل حضرموت.

 

بدوره، واصل اللواء مبارك العوبثاني، خطابًا عاطفيًا محمّلًا بمفردات الشحن والتجييش، مؤكدًا أن هذه القوات منبثقة من نضال الشعب، متجاهلًا تمامًا الأسئلة الجوهرية عن تبعية هذه القوة، وانحصارها فقط في المشاهد الاستعراضية أمام عدسات الإعلام، ما دفع مراقبين للتساؤل: كيف لقائد كان يتغنى ذات يوم بالنخبة الحضرمية، أن يطلق اليوم تشكيلًا موازيًا لها، خارج سلطة الدولة؟.

 

ويرى مراقبون أن الغموض الذي يلف هوية هذه التشكيلات يفتح الباب أمام احتمالات خطيرة، خاصة مع تنامي الحديث عن رغبة حلف مخيم الهضبة _ في بيانهم الأخير _في فرض وقائع جديدة على الأرض عبر تشكيل قوى مسلحة خاصة بها، تحت ذرائع التمثيل الحضرمي، فيما هي فعليًا تُدار كأدوات استقواء لا تخضع للمساءلة ولا تندرج ضمن المنظومة الدفاعية الرسمية.

 

وفي وقت سابق، حذّرت قيادات قبلية وشخصيات اجتماعية بارزة في حضرموت، مرارًا وتكرارًا، من مغبة المضي في إنشاء معسكرات وتشكيلات مسلحة خارج إطار الدولة، مؤكدين أن الدفع نحو تشكيل قوى موازية للنخبة الحضرمية قد يُفضي إلى صراع أهلي يهدد أمن واستقرار المحافظة، داعية مجلس القيادة الرئاسي إلى تحمّل مسؤولياته الوطنية العاجلة، ووضع حد لما وصفوه بـالعبث الأمني المتصاعد الذي يهدد النسيج المجتمعي ويزعزع هيبة الدولة.

 

ويخشى كثيرون في الشارع الحضرمي أن يكون مصير هذه التشكيلات شبيهًا بمصير قوى موازية ظهرت في مناطق يمنية أخرى، سرعان ما تحولت إلى أدوات للابتزاز وفرض النفوذ، وعبثت بالنسيج الاجتماعي، قبل أن تُصنَّف لاحقًا كميليشيات خارجة عن القانون.

 

*- شبوة برس -  منصة حضرموت