حضرموت هي تاريخ وجغرافيا وامتلاك ناصية التفرد بأشياء كثيرة، منها موقعها تاريخيا؛ ثقافتها التي تتفرد بها طربا وغناء.
حضرموت الداخل ارض المحميات الشرقية التي كانت ماتزال بيوت علم ووجهات وتفرد تمتلك فرادة الطبيعة ثروة وإنسانا تعامل مع الطبيعة من موقع القوة والتميز فذاك الملك الضليل شاعر العرب الكبير امرؤ القيس وقس على ذلك ما تريد هي اليوم تناجى الزمان يا زمان عد يا زمان ولا مجيب ولا جواب فما الذي جرى وما الذي يجري بحضرموت البلد الساحل والصحراء وأعين دوعن يدمعنا حسرة على عسل فريد حضرموت ناطحات السحاب أرض الهجرة التي غطت الأصقاع تنشر الثقافة طيب الخصال وفي بدء نشر سماحة رسالة الإسلام لأقاصي الأرض هي تلك حضرموت التاريخ والحضارة وإرث الملك الضليل.
أين نحن الآن من حضرموت عبق تاريخ مآثره بائنة للعيان إرثا؛ كبيوت أهل العلم والمكارم، احتراف التجارة كوزموبوليتن منذ أمد طويل، أرض الذهب الأسود ومناجم الذهب اللامع الرنان كانت المعتمدية البريطانية تحتاطها للزمان لكن عقلية أهل حضرموت الكرام أدرى بمداخل سوق رأس المال خلال مراحلة التي تفضحها كتب التاريخ وعبقرية المكان بأرض حضرموت العقل الرشيد طاف بي ناقوس هذا الكلام وأن أتابع أحوال حضرموت وما حل بها بناسها الكرام من ويلات زمن الفساد وتدمير مقومات الأوطان إذ بحضرموت خيرات وبشر تكفي تغطي ارض اليمن والجزيرة والخليج لو أطلق القيد عن عنق فكر لبشر قادر على المجيء بما لم تستطعه ملكات منذ زمن مضى حضرموت تملك الصبر الرغبة الجلد.. حسن التكوين وإعادة تدوير الموارد نحو الأفضل والبناء تماما مثل كل أبناء اليمن الذي كان يوما سعيدا وصنعت أيادي أبناءه الطيبين أينما وجدوا مآثر لا تزال ماثلة للعيان بكل أرجاء الخليج وأينما حلوا من جموع من هاجروا وشد الرحال بنوا تركوا أينما حلوا أثرا بديعا جميل من قديم الزمان وحديثه فحدث فلا حرج فأينما حل ترحال. ابن حضرموت تحدثت السنة البناء عن الأمانة والاستقامة وتلك ميزة يشهد بها الزمان لكل من هاجر من حضرموت عدن أو أي بقعة من بقاع اليمن السعيد حين كان سعيد.
نقول يا لمفارقة الزمان بات الزمان يئن وأكثر أنينا يئن ابن اليمن من حضرموت إلى سائر أنحاء بلد كان يوما سعيد تصوروا رغم الثراء والثروة والعقل الرشيد حضرموت تين من ضنك العيش من غياب الماء والكهرباء من فحشاء أسعار لها رابط ولا ضمين وريال هالك يدعو لإنقاذه رب العالمين بعد أن عجز من عليهم الاعتماد بشد أزره وتقوية مفاصله ليتقوى على مواجهة غيلان سوق لا ترحم يا لها مفارقة الزمن المفارق أهله.
هنا نقف نعيد السؤال ما الذي جرى لك يا بلد وما الذي جرى لك يا حضرموت
سعف النخيل سقط
بئر النفط نضب
عطاء المهاجر قل
غناء أبو بكر سالم
من حزنه من حرقة
القلب صمت.
كل ذلك حصل وزاده الدهر وجعا تتخيلون معي بحار حضرموت أمواجها أغوار جواهرها لآلئ اسماك نفقت أسواق المكلا وكل البحار ما بعد المكلا خواء لا سمك والسر الكل كل السر لمن يلعب يتلاعب بأسواق ببحار بنفط بغاز كل البلد تصوروا سادتي الكرام أسواق المكلا وغيرها من ارض حضرموت العطاء بل لنقل كل أسواق البلد لم يعد بها رغيف يسد الرمق لا راتب أصابه الهزل جراء التضخم يدفع بانتظام لهزاله وضعف مقامه ويحك يا زمن تساءلت الناس بحضرموت أين ولى السمك أين تعرض للموت غرقا لكنهم وجدوه على شاحنات بجنح الظلام تتسلل هاربة تاركة أسواق حضرموت تذرف الدمع على عزيز احل بالعهد خان الأمانة ولى هاربا يبحث عن أسواق المال والذهب لذا نقول يا زمن ما نراه على السطح يطرح الداء ولا يطرح التخلص من أساس الداء وكما يقال إن أصيب الجسم بالورم لا تداويه المراهم بل يدويه قطع دابر اصل الداء وهنا نقول إن مجرد تغيير من كان قائدا لحضرموت بقائد جديد وكم قادة كانوا وكم هبة حضرمية تواترت وكم صيحات نسوة من اليمن عانقت عنق السماء ترفض فسادا غاص بجسد الدولة اقتصادها وبمؤسساتها حل واستشرى وسكن.
والحل يكمن بما هو أبعد من المراهم والكى الأمر أبعد من مجيء ببن حبريش فهو طاقة يمكن توظيفها ضمن منظور متكامل لا يحمله فرد بل يحمله عمل وتوافق وطني شامل وتفعيل ونفاذ للنظام والقانون.
بن حبريش مقدمة دعوة لإصلاح مؤسسي على مستوى البلد سياسة واقتصاد ضمن ما هو متعارف علية ببرامج الإصلاح والتغيير الاقتصادي والسياسي الشامل يلعب فيه الداخل الوطني الدور الأساس والخارج دولا ومؤسسات عاملا مساعدا ما عاد الوقت يسمح بالمزيد من إهدار الوقت وإهدار الفرص بات الوقت مدعاة للبدء بمواجهة الحقيقة المرة البلد والناس ما عادوا بقادرين ولا راغبين بمشاهدة وسماع مهرج الملك يلقي عليهم آخر موضات وإصدارات من تنكيت..... وتبكيت وتهريج مهرج الملك...حان وقت مسك زمام الأمور للبدء فعلا ببناء دولة تتسع للجميع وتحقق آمال جمع مواطني وطن معافى خال من أمراض فساد المؤسسات والتوهان في ميادين وملاعب الانتماءات الضيقة أو أي تلاوين مناطقية طائفية مذهبية وما دون الانتماء لوطن ودولة النظام والقانون لا نريد أن نكرر ما قالته أسلافنا أيام الضياع
ألا عم صباحا أيها الطلل البالي
عمت صباحا أيها الملك الضليل.
*- د علي عبدالكريم