إذا لم توضع البدائل الاقتصادية والمالية التي تضمن قيمة العملة المحلية بسعر عادل ومقبول، مع ضرورة استقرار أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية بما يتناسب ومستوى الدخل الاجتماعي لعامة الشعب، فربما يحدث ما هو غير متوقع بعد فترة قصيرة لا سمح الله، خصوصا وأننا جميعا ندرك ونعلم بأن رجال المال والأعمال الشماليين هم من يسيطر ويتحكم بعمليات الإنتاج والاستيراد لجميع أنواع الموارد الاقتصادية والاستهلاكية والاحتياجات الغذائية لأبناء الشعب الجنوبي.
وفي سبيل مواجهة أي ردود أفعال عكسية وانتقامية من رجال المال والأعمال الشماليين، بهدف افشال هذه التطورات والمستجدات الايجابية التي شهدتها محافظات الجنوب خلال الأسبوع الحالي، فأننا نرجو ونامل من الجهات الاقتصادية المعنية بهذه المستجدات، التفكير الجدي في دراسة هذه المستجدات بصورة عملية وواقعية، بحيث يمكن تأمين عوامل استمرار نجاحها بصورة دائمة، لذلك يمكن طرح المقترحات التالية:
1- دعوة رجال المال والأعمال الجنوبيين في الداخل والخارج، إلى سرعة المشاركة في عمليات استيراد المواد الغذائية والاستهلاكية، بما يلبي الاحتياجات المتاحة لأبناء شعب الجنوب.
2- وضع ألية اقتصادية تقوم على أهمية تشجيع وتحفيز الرأسمال الجنوبي على الاستثمار الاقتصادي والخدماتي الشامل وفي مختلف المجالات.
3- ضرورة العمل على تسهيل مهام البنك المركزي في عدن، وذلك في احكام سيطرته على العملات الصعبة الأجنبية، ومنع التحويلات المالية الداخلية والخارجية إلا عبر البنك نفسه.
4- الحد من عيوب مظاهر المضاربات التجارية بين رجال المال والأعمال والبنوك والمصارف، في تهريب العملات الصعبة والتلاعب بها، كما يحدث حاليا، دونما رقابة ومحاسبة جادة ومسؤولة.
5- ضرورة العمل على احكام السيطرة الأمنية على المنافذ الحدودية البرية والبحرية، ومنع عمليات التهريب غير المشروع.
6- وضع ضوابط قانونية وإجراءات تشريعية لمنع ظاهرة غسيل الأموال وسواها.
7- فتح قنوات للتواصل والتنسيق مع الجهات المعنية في دول الجوار العربية والأجنبية، بما يضمن إمكانية تحقيق ما هو متاح من هذه المقترحات، أو على الأقل البعض منها.
هذه بعض ما نتمنى تحقيقه وتنفيذه في واقع حياة مجتمعنا الجنوبي، مع قناعتنا بأن هناك صعوبات بالغة التعقيد، وتحديات كثيرة تفرضها طبيعة مراكز القوى اليمنية والأجنبية، واطماعها المتعددة في الهيمنة على خيرات وثروات شعب الجنوب، التي تعتبرها حقا مشاعا لاهوائها، وتعتبرها مصدرا من مصادر جني الارباح والأموال لتنمية مصالحها الاقتصادية الذاتية، حتى وأن كانت تعلم بأنها من المحرمات عليها..
( قل أعملوا فسيرى الله عملكم) صدق الله العظيم