مجموعة هائل سعيد أنعم ، التي تمددت في السوق اليمني حتى أصبحت دولة داخل السوق ، ظلّت طيلة سنوات الحرب والتقلبات الاقتصادية تُراكم الأرباح بصمت ، تتماهى مع كل ارتفاع ، وتتغافل عن كل انهيار ، وتمارس التجارة وكأنها فوق الأوطان وفوق الناس ..
سعر الصرف قفز من 57 للسعودي إلى 750 ريال طوال عشر سنوات .؟
وطوال عشر سنوات لم نقرأ لها بيانًا واحدًا يعبّر عن قلقها على المواطن ، لم نسمع صوتها يحتج على أداء البنك المركزي ، لم نرها تطالب برؤية اقتصادية أو حلول ، كل شيء كان يمضي كما تريد ، والمواطن وحده من كان يدفع الفاتورة ..
عشر سنوات ، والمجموعة كانت تمارس دور الشريك المخلص مع السلطة ، تتقاسم السوق ، وتحتكر القوت ، وتعيش علاقة انسجام مدهشة مع الجهات الرسمية ، وفي كل مرة يصعد الصرف ، كانت ترفع الأسعار بكل سلاسة ، دون أن تنظر إلى من يسقطون تحت خط الجوع ..
واليوم فقط ، عندما بدأ المواطن يلتقط أنفاسه ، وعندما بدأت الدولة تُعيد التوازن النقدي ، وحين بدأ البعض يصدّق أن العدالة قد تعود تدريجيًا إلى السوق ..
فوجئنا بالمجموعة تصدر بيانًا يبدو كأنه ورقة طلاق من النظام ،
بيان مغموس بالخوف .. لا على الناس ، بل على الأرباح ..
يتحدثون عن "مخاطر الإفلاس"
وكأن انخفاض أرباحهم من عشرة مليار إلى تسعة ونصف ، أعظم من فقدان موظف لدخله ، أو أسرة لمصدر رزقها ..
لماذا لم يصدر هذا القلق حين كان الشعب يُسلخ ..؟
لماذا لم تُرفع الأصوات عندما كان العسكري يشتري الرغيف بالدَّين ..؟
ولماذا اختاروا النطق الآن فقط ، حين أحسوا أن كفتهم بدأت تميل ..؟!
هذا ليس مجرد بيان ..
بل سقوط أخلاقي مدوٍّ لمن ظنّ أن السوق مزرعة خاصة ، وأن الوطن حائط يمكن الاتكاء عليه وقت الربح ، والتخلي عنه وقت التنازل ..
#زيد_بن_يافع