من هو العنصري.. ثلاثون عاما وشعب الجنوب يتجرع كأس العنصرية اليمنية

2025-08-09 11:47
من هو العنصري.. ثلاثون عاما وشعب الجنوب يتجرع كأس العنصرية اليمنية
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس - ماجد الطاهري

العنصرية.. كلمة توحي الى نوع من السلوك الإنساني الغجري وغير السوي،فالمجتمعات التي تنشأ وتدار بالعنصرية انما هي مجتمعات طبقية مناطقية،مفككة الأوصال، ركيكة البنيان و التأريخ والوقائع تؤكد على ذلك ،فما وجدت دعوات العنصرية في بلد أو جماعة من الناس إلا كان ورائها طامع جشع أو حاقد حاسد ومحتل غاصب، إذ أن العنصرية سلاح فعال في نشر الفرقة والكراهية بين الاوساط المجتمعية وذلك بسبب التمييز العرقي والطبقي والمناطقي.

 

شعب الجنوب لطالما اكتوى بنار العنصرية منذ عام 90م وما زال حتى اليوم،اما قبل ذلك فالجميع يعلم أن نظام الاشتراكي الصارم كان ينبذ التمييز الطبقي والعنصري بل ويحاربه ويجرمه ويعاقب عليه..

 

ثلاثون عاما وشعبنا الجنوبي يتجرع كؤوس المرارة بسبب معاملته بعنصرية بحته..حُورب، يأقصي، جوٍُّع، حُبس، قُتل وشُرّد خلالها من قبل نظام صنعاء القبلي الهمجي دونما ان يزجره رادع ديني او سلوك اخلاقي ، وفي ظل صمت وخذلان دولي.

 

اليوم وبعد أن دارت الدائرة وشاء الله أن يولي الظالمين بعضهم بعضا، إذ لا يحيق المكر السيء إلا بأهله قد انتصر الله للمظلومين وها هو شعبنا الجنوبي المضطهد لأعوام يتنفس الصعداء ويشم عبير الحرية، حتى وان كان لا يزال يعيش في ظل أوجاع هذا المخاض الأليم ،لكنه في نفس الوقت صابر محتسب ومؤمن ان عاقبة الصبر وطن يخلو من العنصرية ويتسع للجميع .

 

أخيرا اسمحوا لي ان أطلق دعوة لشعبنا الحنوبي الثائر، لرجال القلم وحملة مشاعل النور ولمن يملكون سلاح الوعي يقاتلون في ميادين الاعلام وبمختلف جبهاتها بمواقه السوشل ميديا ان الحرب لم تنتهي بعد والمهام الملقاة على عاتقكم عظيمة ولا تقل أهمية عن معارك الخنادق والطعن بالنصال،بل ربما معارككم أشد خطرا إذ لا يزال الاعداء ينشرون يتربصون بكم وبشعبكم الدوائر ،ويتخذذون من دعوى المناطقية ونشر الأحقاد بين الاوساط المجتمعية والمواقع الالكترونية وبأسماء جنوبية بعضهم يدّعون النصح والإصلاح والبعض الاخر لا يمت للهوية الجنوبية بصلة سوى اسم وهمي اقتبس من هنأ او هناك، ان أولئك الشلة المرتزقة ابو وجهين أقرب ما يوصفون بالنائحة المستأجرة، يتلقفون بأفواههم كل عفن صادر من مطابخ اعلامية معادية ثم ينفخون فيه ويخوضون زيادة من عند انفسهم كذبا وتلفيقا وافتراء ليجعلوا من كل ذرة حجم فيل وكل مشكلة تافهة عارضة قضية رأي عام، هم انفسهم يتجاهلون كل حادثة او ظلم يرتكب بحق شعب الجنوب ويعرضون عنه ويقللون من شأنه.

راقبوهم جيدا واحذروهم وحذّروا منهم وقفوا لهم بالمرصاد، وإياكم ان ترتكبوا حماقة الأولين ممن جرفتهم العاطفة وغرهم الكلام المعسول فإن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فـ كيف ان كان لدغ من نفس ذاك الجحر عشرات المرات.

 

*- ماجد الطاهري