إحذروا فخ الحكم الذاتي

2025-12-15 18:27

 

يتردد في الفضاء الإلكتروني طرح فكرة الحكم الذاتي كمشروع أولي لاستعادة الدولة.

تلك، والله، كارثة حقيقية.

 

الحكم الذاتي للجنوب يعني إقليمًا من أقاليم الحاكم الأعلى في صنعاء، بعاصمة عليا في صنعاء، وبرئيس أعلى في صنعاء، وجيش أعلى في صنعاء.

من الذي ينصب لكم هذا الفخ؟

 

مشروعنا منذ عام 2007 هو استعادة دولة الجنوب، وكان السقف مرفوعًا. كنا نقمع في الساحات، وكنا بلا جيش ولا أمن، ومع ذلك بقي السقف عاليًا: استعادة الدولة.

 

اليوم تتردد في عالم التواصل الاجتماعي فكرة الحكم الذاتي، تروج لها نخب مثقفة، ربما بخبث، وآخرون بحسن نية لا يعرفون ولا يدركون مخاطر الحكم الذاتي.

 

من الذي خفّض السقف العالي اليوم، ونحن نملك جيشًا قويًا وأمنًا ينعم معه المواطن بالسكينة والهدوء؟

 

من الذي يجركم بخبث إلى مستنقع الحكم الذاتي، ليكون شبيهًا بكردستان العراق أو إقليم الباسك في إسبانيا؟

 

ألا تعلمون أنكم إذا وقعتم على الحكم الذاتي ورضيتم به، فستسلّمون كل محافظات الجنوب للجيش في صنعاء، ولن يبقى معكم سوى الأمن الداخلي، يحمل الهراوات في شوارع المدن دون سلاح؟

 

إذا وقعتم على الحكم الذاتي، سيرغمكم العالم، غصبًا عنكم، على تسليم السلاح لوزارة الدفاع في صنعاء، وإذا رفضتم أصبحتم في نظر القانون الدولي متمردين.

 

من الذي يجركم إلى الحكم الذاتي بخبث ودون بصيرة؟

 

الحكم الذاتي يعني الحبس الأبدي لشعب ودولة الجنوب في إطار وحدة من نوع أشد دمارًا من وحدة عفاش والبيض.

 

مشروعنا هو استعادة الدولة، والسقف لا يزال عاليًا، فلماذا تحاولون خفضه؟ من الذي يدفعكم بخبث إلى فخ الحكم الذاتي؟

 

العالم لن يتعامل معكم، بل مع المركز الرئيسي في صنعاء.

 

الثروات السيادية ستذهب من أمام أعينكم إلى صنعاء، وسيمنحونكم الفتات.

 

الإيرادات ستذهب إلى صنعاء، ومن هناك يحددون كم سيعطونكم منها.

 

ثروات الأرض والبحر وما تحت الثرى ستذهب إلى المركز الرئيسي في صنعاء، وهي من تحدد لكم حاجتكم فقط.

 

من الذي يشجع على الحكم الذاتي، بجهل ذاتي أو بخبث خارجي، دون أن يعرف أصحاب النيات المصير المدمر الذي ينتظرهم؟

 

اعقلوا، ولا تخفضوا سقفكم العالي، فيضيق عليكم البيت، فلن تدخلوه إلا حبوًا وزحفًا على البطون.

 

ما أشد قهر العقلاء من الحمقى.