*- شبوة برس - وضاح قحطان الحريري
الجنوب العربي يعيش مرحلة مفصلية في تاريخه، مرحلة تحمل في طياتها تحديات كبرى وفرصًا غير مسبوقة. فبين الأزمات المعيشية اليومية وانقطاع الرواتب والضغوط على التعليم والخدمات الأساسية، يظل إرادة الشعب الجنوبي حاضرة لا تقهر، تبحث عن منفذ لتحقيق كرامة الإنسان واستعادة الأمل المفقود.
في قلب هذه التحديات، تظهر رؤية المجلس الانتقالي الجنوبي كخارطة طريق نحو مستقبل أفضل. تسعى هذه الرؤية إلى تحويل الجنوب إلى مركز اقتصادي وسياسي قادر على جذب الاستثمارات وتوفير فرص العمل، بما يعكس طموحات المواطنين في استقرار دائم وتنمية مستدامة. فالجنوب ليس مجرد أرض، بل شعب يملك القدرة على إعادة صياغة مصيره وتحويل المحن إلى إنجازات ملموسة.
المجتمع الدولي يرفع شعارات دعم السلام وحل الأزمات، لكن التحدي الأكبر هو تحويل هذه الشعارات إلى واقع ملموس على الأرض. المواطن الجنوبي بحاجة اليوم إلى رواتب منتظمة، وتعليم لأطفاله، وخدمات صحية مستدامة، وهذه الأسس هي قاعدة لا غنى عنها لأي مشروع سياسي أو اقتصادي يسعى لتحقيق مستقبل مستقر وواعد.
الجنوب العربي يقف على مفترق طرق: إما الاستسلام للأزمات أو البناء على صمود الشعب لتأسيس مرحلة جديدة من الكرامة والازدهار. والتاريخ سيشهد على قدرة الجنوبيين في تحويل الطموح إلى واقع، وتحويل التحديات إلى فرص، ليصبح الجنوب نموذجًا حيًا للتمكين والتنمية، ولشعبٍ يثبت أن إرادته هي القوة الحقيقية لبناء المستقبل.