*- خاص لــ "شبوة برس":
تشهد مناطق سيطرة التيار السلفي في المحافظات الجنوبية انتشاراً ملحوظاً لمئات المراكز الدينية (المعاهد والمراكز القرآنية) التي تتبنى المنهج الوهابي المتشدد. يدرس فيها مئات الآلاف من الطلاب، مما يطرح تساؤلات حول مصادر التمويل الضخمة في بلد يعاني من حرب طاحنة وأزمة إنسانية هي الأسوأ عالمياً.
مصادر التمويل المحتملة:
تمويل خارجي مباشر:
يُعتقد أن المصدر الأساسي لهذه التمويلات يأتي من جهات خاصة وجمعيات دينية تتدثر بالخيرية وربما أجهزة مخابرات دول أجنبية كبرى لنشر التطرف والانقسام المجتمعي في الجنوب العربي ولجعل الجنوب والمنطقة والاقليم في حالة غير مستقرة لأهدافها الخاصة بالدول الممولة للسلفيين".
الدعم السياسي والمالي: دفع التيارات السلفية كقوة مضادة للإخوان المسلمين (المتمثلين في حزب الإصلاح) وللميول الزيدية (الحوثيين) في اليمن.
المنظمات الخيرية:
تستغل بعض المنظمات الخيرية الدولية والإقليمية ذات الخلفية الدينية المتشددة ثغرات العمل الإغاثي في مناطق الصراع لتحويل جزء من الأموال المخصصة للإغاثة لدعم هذه المراكز تحت مسمى "الدعم التعليمي" أو "كفالة الطلاب".
التبرعات الخاصة:
تعتمد هذه المراكز على شبكة واسعة من التبرعات من مؤيدي التيار السلفي داخل اليمن وخارجها، والتي يتم جمعها غالباً عبر منابر المساجد أو وسائل التواصل الاجتماعي تحت شعارات دينية.
التمويل الذاتي (المحدود):
بعض هذه المراكز قد تمتلك أصولاً عقارية أو تستثمر في وقفيات خيرية، لكن هذا المصدر غير كافٍ لتغطية النفقات الضخمة ويبقى مكملاً للتمويل الخارجي.
التناقض والانتقادات:
إهمال الأولويات: يُوجه انتقاد حاد لهذه التيارات لتركيزها على التعليم الديني المتشدد في وقت يعاني فيه البلد من مجاعة وانهيار اقتصادي وخدمي. يُعتبر إنشاء معاهد مهنية وتقنية (للزراعة، الميكانيكا، الكهرباء والنجارة والسباكة والكمبيوتر) أولى بآلاف المرات لمعالجة البطالة والفقر وبناء اقتصاد محلي.
تغذية الصراع:
يرى محللون أن هذا النوع من التعليم لا ينتج سوى كوادر متعصبة مذهبياً، مما يغذي الصراع القائم ويُعدّ الأرضية للمذابح المذهبية المستقبلية،".
انفصال عن الواقع:
يدحض فتح هذه المراكز بكميات ضخمة ادعاءات قادتها بالحرص على مصلحة الجنوب، إذ أن المصلحة الحقيقية تكمن في بناء الإنسان المنتج والقادر على إعمار بلده، وليس تخريج أفواج من الطلاب غير المؤهلين لسوق العمل إلا في مجال الدعوة والوعظ، مما يزيد من أزمات المجتمع بدلاً من حلها.