قضية الجنوب ليست ورقة للمقايضات في ملف التسويات

2025-08-24 08:34

 

أسرف أعداء الجنوب وقضية شعبه الوطنية في وضع كم كبير من الخطط التآمرية؛ وقد تولد عنها عدد من المشاريع السياسية المتعددة العناوين والأهداف؛ ووضعوا لها كل ما كان يلزم لتحقيق غاياتهم من مال وإعلام؛ وسياسات مكر ومراوغة.

 

بل وجندوا قدراتهم - الاستخباراتية - وخبراتهم وتجاربهم المتعددة في سبيل إعاقة تقدم مسيرة الجنوب التحررية؛ ورغم خيباتهم المتكررة وفشل أدواتهم التي وظفت - وما أكثرها - لإحداث الفتن وتمزيق الصفوف وإضعاف مقاومة الجنوب المناهضة لكل مشاريعهم.

 

وعلى الرغم مما مثله مالهم السياسي - متعدد الأشكال والمصادر والغايات - من اختراقات متعددة؛ إلا أنهم ما زالوا يراهنون على إفشال مشروع الجنوب الوطني؛ وإلحاق الهزيمة بإرادة وعزيمة الجنوبيين الصلبة؛ وإصرارهم على حقهم في استعادة دولتهم الوطنية الجنوبية المستقلة؛ وفرض سيادتهم على أرضهم وبحدودها التاريخية المعروفة.

 

ومن المؤسف له حقا أن يقع بعض الجنوبيين على خفة وزنهم ومحدودية تأثيرهم على الموقف الوطني العام؛ ضحية لتلك الخطط والمشاريع التآمرية ضد شعبهم؛ أكان ذلك بوعي كامل أو بغير وعي؛ أو دون قصد منهم بسبب اختلاط الأمور عليهم؛ مما جعلهم يتفاعلون مع نغمات تلك المشاريع الخادعة والمضللة.

 

وسيكتشف مثل هؤلاء ربما وبعد فوات الأوان بأنهم قد أخطأوا بحق شعبهم ووطنهم وبحق أنفسهم كذلك؛ ونأمل أن يتداركوا الأمر قبل أن يكون الندم من نصيبهم؛ فوطنيتهم تفرض عليهم مثل هكذا مراجعة.

 

ولعله من المفيد هنا أن نذكر وأن تتذكر جيدا كل تلك الجهات المعنية والمهتمة بحل (الأزمة اليمنية)؛ - والجميع يدرك ذلك تماما - بأن قضية الجنوب ليست ورقة هامشية في ملف الأزمة؛ بل هي قضية وطن وشعب وهوية؛ قضية دولة كانت قائمة وذات سيادة كاملة على الساحة الدولية حتى 22 مايو عام 1990م.

 

حين أعلن حينها عن مشروع (الوحدة اليمنية) السلمية والطوعية؛ وهي الوحدة التي أسقطتها صنعاء بالحرب ودمرت كل مقوماتها وأسسها؛ وجعلت من الاحتلال المكتمل الأركان للجنوب أمرًا وقعًا؛ وهو ما رفضه شعب الجنوب وقاومه ومازال على ذات الموقف.

 

ولن يقبل شعبنا بغير استعادة دولته الجنوبية المستقلة؛ مهما كان حجم التحديات وتنوعت المخاطر؛ وتعددت معها الأطراف والجهات التي تسوق للتأجيل (المرحلي)؛ أو تبحث عن أنصاف الحلول والمشاريع المنتقصة للحق الجنوبي؛ وطنيًّا وسياسيًّا وتاريخيًّا.