‏لا تخطئوا.. إنها حضرموت

2025-12-01 13:16

 

حضرموت لم تخضع في أي مرحلة تاريخية للاحتلال الحبشي أو الفارسي أو الزيدي، وهو استثناء نادر في منطقة كانت مسرحًا للنفوذ المتقاطع. ويعود ذلك إلى طبيعة المجتمع الحضرمي الذي تميّز بمدنية خالصة، مع قدرة على إنتاج السلطة المحلية وتحصين المجال الجغرافي عبر تحالفات جنوبية واسعة. فقد شكّلت حضرموت، إلى جانب قتبان وأوسان وحِمْيَر، نواة منظومة سياسية جنوبية متماسكة، وكانت عواصم حضرموت في ميفعة وشبوة تمثل امتدادًا طبيعيًا لوشائجها العميقة مع الجنوب وقبائله.

 

إن قراءة التاريخ السياسي لحضرموت تقود إلى نتيجة واحدة:

حضرموت كانت وستظل محورًا في معادلة الجنوب، لا تابعًا لمشاريع خارجية ولا فرعًا ملحقًا بأي سلطة وافدة.

ومهما بدت الضغوط الراهنة معقدة، فإنها لا تغيّر حقيقة أن حضرموت جزء أصيل من النظام السياسي والاجتماعي للجنوب، وأن محاولات إعادة هندستها ديمغرافيًا أو سياسيًا ليست سوى جولات مؤقتة ستتلاشى أمام ثبات الهوية الحضرمية الجنوبية ورسوخها العابر للزمن.