فضيحة معاشات الخارج: بين رفاهية الفنادق ودماء الجنود

2025-08-27 11:30
فضيحة معاشات الخارج: بين رفاهية الفنادق ودماء الجنود

وصمة عار في وجه كل جنوبي أن يجوع جندي جنوبي فقد كفيه دفاعا عن أرض ويستمتع بثروة الجنوب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!

شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس - سعيد ناصر مجلبع بن فريد

في بلد أنهكته الحرب وامتص الفساد دماءه، تبرز واحدة من أبشع المفارقات وأكثرها إيلاماً: معاشات الموظفين في الخارج. هؤلاء الذين يعيشون في أرقى الفنادق والمساكن، يتنعمون برواتب تصرف لهم بالدولار، بينما أولادهم يتلقون التعليم في أفضل المدارس والجامعات خارج الوطن.

 

في المقابل، يقف جنود بواسل على ثغور الجبهات، يضحون بأرواحهم دفاعاً عن الوطن، في ظروف مأساوية ورواتب متقطعة بالريال اليمني، بل إن كثيراً منهم لم يتسلم راتبه منذ أشهر. أي عدالة هذه؟ وأي مفارقة أشد من أن يعيش موظف مترف في الخارج على أموال الدولة، بينما جندي على الجبهة لا يجد ثمن وجبة أو علاج لأطفاله؟

 

ومن المعيب حقاً أن يصرّ البعض على صرف هذه المعاشات بالدولار، في وقت يعيش فيه الشعب اليمني حالة من الفقر المدقع والمعاناة القاسية على كل الأصعدة: غلاء أسعار، انهيار خدمات، غياب رواتب، وانعدام أبسط مقومات الحياة الكريمة. وأشد ما يثير الغضب أن كل ذلك يحدث بينما الملايين في الداخل يرزحون تحت وطأة الجوع والعوز وانسداد الأفق، في مفارقة لا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال.

 

والأدهى من ذلك أن بيننا من يدافع عن هذه الرواتب والمعاشات بالدولار، وكأن الأمر حق مكتسب لا يقبل النقاش! فهل ينتظر أولئك الموظفون في الخارج، تحت المكيفات وداخل الفنادق، أن يحرر الجنود بدمائهم منازلهم ليعودوا إليها فيما بعد؟

 

إنها جريمة أخلاقية قبل أن تكون مالية، وفضيحة سياسية قبل أن تكون إدارية. وهذا كله يحدث في يمن يحكمه رشاد العليمي، حيث تتجلى صورة الفساد بأبشع صوره، ويتضح جلياً أن المعايير مقلوبة، والعدالة غائبة.

 

لقد آن الأوان أن يرفع صوت الحق، وأن يُعاد النظر في هذه المهزلة، فالدماء التي تُسفك على ثرى الوطن أثمن من كل الدولارات التي تهدر في الخارج، والجنود الذين يصنعون النصر أولى بكل رعاية واهتمام من موظف مترف يعيش على حساب الوطن.

 

ولا حول ولا قوة إلا بالله.