قال كاتب سياسي جنوبي على "النازحون الذين وجدوا في عدن وطنًا بديلًا، واللاجئون المشردون الذين يرون في الشرعية مجرد مصدر للإعاشة وقد ترهلت أجسادهم من الراحة، فـ "أُصه" (ساكتين) ولا كلمة وأن عليهم أن يجلسوا بأدبهم واحترامهم، وإلا فالباب مفتوح للرحيل".
ورد هذا الإنذار في موضوع بعنوان "على مسافة "حنة موتر" للكاتب "ياسر محمد لعسم" أطبع عليه محرر "شبوة برس" وينشر نصه:
نحن من أكثر الأشخاص الذين وجهوا الانتقادات للمجلس الانتقالي، وللرئيس عيدروس الزبيدي بشكل مباشر.
كنا نقريبًا ننشر كل يوم، ولم نغفل عن أي خطأ إلا وقمنا بانتقاده، ولا نبرة حادة إلا واستخدمناها في كتاباتنا، صارحناهم بانحرافهم وبتسويقهم للوهم، واتهمناهم بالحماقة، وأثرنا غضب العديد من قياداتهم، ووصفناهم بالفساد والبلطجة.
العديد من الأصدقاء تواصلوا معنا ناصحين بالتوقف أو بتليين النبرة، وتلقينا رسائل مليئة بالاهتمام والخوف، وحذرونا من انتقامهم، وطلب مني أهلي وأعمامي تجنبهم والابتعاد عن المشاكل.
نحن نسكن في عدن، وليس الفاصل بيننا وبين معقلهم سوى مسافة "حنة موتر" (أي مسافة قصيرة جدًا)، ولا يحمينا من سلطتهم سوى خربشة صغيرة على ورقة أو منعطف على طريق.
ولسنا بحاجة إلى قسم لنؤكد أن أحدًا لم يطرق بابنا أو يؤذينا بأدنى أذى أو يخدش كرامتنا، لم نرهم يظهرون العداء في وجوهنا لا كبارهم ولا صغارهم، ولم نتلق مكالمة تهديد أو إغراء.
ونحن لا نمنحهم شهادات براءة، ولا ندعي أن عدالتهم سماوية أو أن سلطتهم مثالية، لكننا نتحدث عن تجربتنا الشخصية ولا نجبر أحدًا على تصديق كلامنا، غير أننا إذا اختلفنا فمن الجميل أن نظهر أصل أخلاقنا، فالأدب من شيم الرجال.
هناك أمران ترفضهما كرامتنا، وهما: أن نرتكز على أرائنا ونلعب بشاشات هواتفنا لنتشاجر بالمزايدة على بعضنا، وأن نجر وراء ذباب شرعيتهم الذين يقفون بقذارتهم على أنوفنا.
أحمق من يعتقد أن الشرفي والبخيتي والحاضري والجباري والحبابي والرويشان، وجنونهم وحمى صراخهم في قنوات "بلقيس" و"المهرية"، هو من أجل الوطن الكبير، وهم الذين سلبهم الحوثي وطنهم، وتركوا صنعاء كالأرملة...!.
يملك أبناء الجنوب الحق في أن يتحفظوا على مواقف الرئيس عيدروس أو يشككوا في قراراته وحتى أن لا يعترفوا بمجلسهم.
أما النازحون الذين وجدوا في عدن وطنًا بديلًا، واللاجئون المشردون الذين يرون في الشرعية مجرد مصدر للإعاشة وقد ترهلت أجسادهم من الراحة، فـ"أُصه" (ساكتين) ولا كلمة.
عليهم أن يجلسوا بأدبهم واحترامهم، وواجبنا تجاههم هو حق الأخوة والضيافة، وإلا فالباب مفتوح للرحيل.