سقطت سلطنات وإمارات قبل سقوط سلطنتي القعيطي والكثيري

2025-09-18 19:44
سقطت سلطنات وإمارات قبل سقوط سلطنتي القعيطي والكثيري
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس – أ. علي محمد السليماني

قضية الجنوب العربي عادلة وكانت مختصرة في نقطتين: الأولى التجزئة بانتشار 23 سلطنة وإمارة على هذه الرقعة الجغرافية الممتدة من المندب غربًا إلى حوف المهرة شرقًا، والثانية وجود الاستعمار البريطاني في مستعمرة عدن التي احتلتها بريطانيا عنوة عام 1839 من سلطنة لحج..

وكان الهم الوطني هو استقلال المنطقة ووحدتها، وتأسست حركات التحرر وأهمها رابطة الجنوب العربي عام 1951، وعرضت الرابطة القضية على الأشقاء العرب عام 1956، وتفهم جمال عبد الناصر والملك سعود للقضية الجنوبية، لكن اليمن بأطماعها التوسعية اعترضت بحجة أن الهوية اليمانية إلى عمان والإمارات لها، ورفض الزعيمان هذا المنطق بل أنكر الملك سعود هذه الدعاوى لكون السعودية تمتلك في الجهة اليمانية أكثر مما يمتلك اليمن الذي ليس له حق بهذا الادعاء..

ثم جاء انقلاب اليمن 1962 وتغير موقف جمال الذي ساند الاستقلال أولاً ثم يتدخل الجيش المصري في اليمن، ظهرت أطماع توسعية باسم القومية العربية والوحدة والاشتراكية.. بينما موقف السعودية في عهدي الملك سعود ثم الملك فيصل ظل ثابتًا مؤيدًا استقلال ووحدة الجنوب العربي باستفتاء سكان المنطقة، ونظرًا للخلافات العربية - العربية الخطيرة فقد عرضت الرابطة القضية الجنوبية على اللجنة الرابعة التابعة للأمم المتحدة عام 1959 وعام 1963، وهكذا صدرت قرارات الأمم المتحدة بحق شعب الجنوب العربي في الاستقلال ووحدة جغرافيته، وتم استفتاء الجنوبيين النازحين إلى السعودية واليمن والكويت ومصر والعراق خلال عامي 1963/1964 في جدة والقاهرة وتعز والكويت وبغداد بحضور ممثلي اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار، وأصدرت تلك اللجان الفرعية توصياتها إلى اللجنة الرابعة برغبات وآمال شعب المنطقة في الاستقلال ووحدة الجنوب العربي، وهو ما تبنته الجمعية العامة وأصدرت قرارها الشهير في 11 ديسمبر 1963 باستقلال الجنوب العربي..

وجاء الاستقلال وفقًا للشرعية الثورية و(بروح) تلك القرارات الأممية في 30 نوفمبر 1967.. مع الأسف لكن خارج (نصوص) تلك القرارات المنظمة لتسليم الاستقلال ونقل الحكم والسيادة إلى حكومة وطنية باستفتاء شعبي وفق الأعراف الدولية المتبعة في مثل هذه الحالات.. وحدثت أخطاء كثيرة أدت إلى تغيير التسمية الوطنية، نتج عنها وحدة ارتجالية حماسية عام 1990 فشلت بحرب اليمن على الجنوب 1994 واحتلاله عسكريًا، ولن يعود الجنوب إلا بقوة عسكرية ونظام حكم رشيد تكون محافظة حضرموت قائدته بحكم الكفاءة.. ونحن نتحدث عن ذكرى مؤلمة لسقوط سلطنات الجنوب العربي من أغسطس إلى أكتوبر 1967 على أيدي شباب ثوري ينتمي إلى حركة القوميين الشوام المسماة العرب.. تلك السلطنات العربية التي يمتد عمر بعضها إلى 500 سنة وقت سقوطها، وهي أقدم من مملكة اليمن وأكثر تطورًا منه، وبعضها أكثر حداثة ومدنية مثل سلطنة القعيطي وسلطنة لحج من دولة اليمن المتخلفة.

 

الباحث/ علي محمد السليماني