ماذا أصابكم يا أصحاب تعز؟!.. تقتلون النساء لأنكم جبناء!!

2025-09-18 19:56
ماذا أصابكم يا أصحاب تعز؟!.. تقتلون النساء لأنكم جبناء!!
شبوه برس - خـاص - عــدن - تعز

 

ليست رصاصةٌ طائشة. ليست جريمة شرفٍ واهية. ليست حادثةً فردية. إنها جريمة سياسية بدم بارد، مُخطَّط لها بعناية، نفذتها أيادٍ آثمة تغسلها أيديولوجية تكفيرية مقيتة، تختفي خلف عباءة الدين لتُمارس أبشع أنواع الإرهاب: إرهاب القتل ضد المرأة لمجرد أنها امرأة ناجحة.

 

الضحية هذه المرة ليست مجرد اسم. إنها رمز. هي السيدة "#افتهان المشهري"، مدير عام صندوق النظافة والتحسين في محافظة تعز. امرأة كانت تحمل مكنسةً لتنظيف مدينتها من القذارة، فجاء من يحمل بندقيةً لتنظيفها – في مخياله المريض – من "عار" وجودها كامرأة في منصب قيادي. امرأة كانت ترفع من مستوى النظافة والصحة العامة، فقتلوها ليُغرقوا المجتمع في وحل التخلف والهمجية.

 

لماذا قتلوها؟: لأنهم "جبناء". 

الجبان لا يواجه الرجال في ساحات الفكر والمنافسة الشريفة. الجبان يبحث عن ضحيته الأسهل: امرأة لا تحمل سلاحًا، مشغولة بعملها وخدمة مجتمعها، تعبر الشارع لتذهب إلى عملها فتكون غرضًا سهلاً لخناجر الحقد والتطرف.

 

#قتلوها لأنها امرأة ناجحة:. 

نجاحها هو إدانة صامتة لفشلهم الذكوري المتخلف. وجودها في منصب قيادي يثبت أن المجتمع يمكن أن يبني ويُعمر بيد أبنائه وبناته على قدم المساواة. وهذا ما يهدد عقدهم النفسية وأيديولوجيتهم القائمة على وصاية الرجل واستعباد المرأة وحبسها بين جدران أربعة.

 

#قتلوها لأن خلفيتها سياسية بحتة. 

إنها جريمة منظمة يتحمل وزرها الفكري والسياسي حزب الإصلاح اليمني وامتداداته التكفيرية التي تتخذ من الدين غطاءً لأجندتها المظلمة. إنهم لا يريدون لتعز أن تنتصر للحياة، أن تُبنى، أن تكون نموذجًا للتعددية والتعايش. إنهم يريدونها أن تكون ساحةً للحرب والموت، وأن تظل المرأة فيها خادمةً وصامتةً وخائفة.

 

أفكارهم التكفيرية المسمومة، التي تحرّم عمل المرأة وتحظر احتكاكها بالمجتمع، هي ليست سوى واجهة لهدف واحد: إخافة المرأة وإرجاعها إلى الوراء قرونًا، ليبقى المجتمع رهينًا في قبضة التخلف، مما يضمن لهم البقاء والهيمنة. قتل السيدة افتهان هو رسالةٌ واضحة لكل امرأة طموحة في تعز واليمن: "عودي إلى البيت، أو فمصيرك الموت".

 

يا قتلة افتهان، يا من تختبئون خلف شعاراتكم المزيفة:

أنتم لم تقتلوا امرأةً فقط. أنتم قتلتم المنظف الذي كان ينظف شوارع أطفالكم. أنتم قتلتم الإدارة التي كانت تحافظ على صحة أسركم. أنتم قتلتم جزءًا من إنسانيتكم – إن كانت لديكم إنسانية أصلاً.

أنتم لستم مجاهدين، أنتم مجرمون. ولستم محافظين، أنتم متوحشون. وتاريخ تعز، المدينة الصامدة والصانعة للحضارة، سيلعنكم إلى الأبد كأعداء للحياة وللتنمية وللدين نفسه الذي تدّعون الدفاع عنه.

 

الموت لفكركم التكفيري الإرهابي.

وخزيٌ لأي صوتٍ يحاول تبرير هذه الجريمة أو التستر على قتلتها.

أما تعز، فستظل تنجب الأفاهان، وسيظل صوت الحياة فيها أقوى من صليل الخناجر وغدر الجبناء.