*- شبوة برس – د حسين لقور بن عيدان
تصريحات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي حول وجود مناطق في اليمن الأسفل، ترغب في الالتحاق بمشروع الجنوب العربي الوطني، شكلت صدمةً سياسيةً لدى كثيرين، ليس لأنها كشفت أمرًا جديدًا، بل لأنها لامست حقيقةً ظلّت النخب اليمنية تتجنّب الاعتراف بها لعقود: هشاشة ما يُسمّى بالوحدة اليمنية وانقسام اليمن ذاته إلى هوياتٍ وطبقاتٍ متباينة (هضبة زيدية ويمن أسفل)، حكمت علاقاتها منظومة الهيمنة الزيدية لا فكرة الدولة الوطنية في الجمهورية العربية اليمنية.
في رأيي المتواضع، لم يعد الجنوب مضطرًا هذه المرة لحمل أعباء الآخرين أو الدخول في مغامراتٍ جديدة تحت شعاراتٍ خادعة. فزمن الإكراه انتهى، والتاريخ لا يعيد نفسه إلا عندما يتجاهل الناس دروسه. وما يجري اليوم ليس مجرد سجالٍ سياسي، بل إعادة رسمٍ عميقةٍ لخرائط النفوذ والهويات في اليمن والجنوب العربي، تمهيدًا لولادة واقعٍ جديدٍ لم تعد فيه الأسطورة الزيدية قادرة على احتكار اليمن أو فرض الوصاية لا على الجنوب ولاعلى اليمن الأسفل.