تصريحات الزبيدي بين الفهم والتحريف.. قراءة تحليلية

*- شبوة برس – خاص 

حظيت تصريحات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الفريق عيدروس الزبيدي لقناة الحرة الأمريكية باهتمام واسع داخل الجنوب وخارجه، حيث اعتبرها مراقبون مؤشراً سياسياً لافتاً يوضح ملامح المرحلة القادمة ومواقف المجلس من القضايا المحلية والإقليمية.

وفي قراءة تحليلية للمحلل السياسي والعسكري العميد ثابت حسين صالح، أوضح أن تصريحات الزبيدي حملت وضوحاً غير مسبوق في طرح رؤية المجلس الانتقالي، وتناولت جملة من الملفات الجوهرية التي تمس الواقع الجنوبي وطبيعة الصراع القائم.

وأشار ثابت حسين صالح إلى أن بعض الأطراف الإعلامية، خصوصاً من جماعة الحوثي والإخوان، تعمدت تحريف ما ورد في حديث الزبيدي، وركزت على جزئية محددة تتعلق ببعض مناطق تعز ومأرب، في حين أن الزبيدي لم يتحدث عن ضم تلك المناطق إلى الجنوب كما زعموا، بل أشار إلى أن بعض سكانها عبروا عن رغبتهم في الانضمام إلى دولة الجنوب نظراً لما عانوه من استبداد وقهر على مدى عقود.

وبيّن أن تصريحات الزبيدي تعكس فهماً سياسياً ذكياً للواقع الميداني، وتقدم صورة واضحة للخارج حول طبيعة خريطة السيطرة، مؤكداً أن ما يسمى بالمناطق المحررة تقتصر فعلياً على الجنوب وبعض المديريات المحدودة في مأرب وتعز، بينما ما تبقى من المحافظات الشمالية لا تزال تحت سيطرة جماعة الحوثيين منذ عام 2015.

وأضاف أن الجناح اليمني في حكومة الشرعية لم يتمكن من تحرير أي محافظة يمنية أو تقديم الخدمات في المناطق التي يدّعي إدارتها، مشيراً إلى أن تلك المناطق مهددة اليوم بالعودة إلى قبضة الحوثيين مجدداً.

وأكد ثابت حسين صالح أن تصريحات الزبيدي، في مجملها، تمثل رسالة سياسية متكاملة وواضحة المعالم، عنوانها العريض هو استعادة دولة الجنوب الفيدرالية كاملة السيادة على أرضها وهويتها.