ثوار 14أكتوبر وعدوا شعب الجنوب بأكل التفاح من الطاقة

2025-10-20 18:21
ثوار 14أكتوبر وعدوا شعب الجنوب بأكل التفاح من الطاقة
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

حسن وأحلام أكل التفاح من طاقة الحرية.. ثورة 14 أكتوبر وجنة الفتاح في شجرة الحرية

 

*- شبوة برس-  بلال غلام حسين

كان حسن، الشاب العدني البسيط، يحلم في ستينيات القرن الماضي بأن يأكل التفاح والعنب من “الطاقة” بعد أن تطرد الثورة المستعمر البريطاني من عدن. كانت الأغاني الثورية تصدح من مسجلته القديمة، والعطروش يملأ الجو حماساً: "برع يا استعمار برع من أرض الأحرار برع".

 

بينما والده أبو حسن كان يحاول أن يوقف سيل الأحلام قبل أن يتحول إلى طوفان من الخيبة.

“يا ابني، ما باتخرجوا إلا الجوع،” قالها وهو يطفئ سيجارته في صحن الشاي الفارغ. لكن حسن كان يرى المستقبل في كل شعار يُرفع، مؤمناً أن التفاح سيُقطف من الشرفات وأن الخير سيعم البلاد.

 

مرّت الأيام وخرج الإنجليز بالفعل في 30 نوفمبر 1967، وعاد حسن إلى البيت يصرخ فرحاً: “يا با، تحررنا! با ناكل التفاح من الطاقة!”، غير أن والده نظر إليه وقال بابتسامة ساخرة: “يا ابني، البلاد فاضية من العيش، والتفاح با تشوفه في الراديو مش في الطاقة.”

 

لم تمضِ أشهر حتى انفجرت الخلافات بين الرفاق، وامتلأت السجون بالمناضلين الذين كانوا بالأمس يهتفون معاً. وحين زار أبو حسن ابنه المعتقل، حمل معه كيساً من التفاح وقال للحارس: “خليه يجي يأكله من الطاقة، مثل ما وعدني يوم كانوا بيطردوا الإنجليز.”

 

ضحك العسكري، بينما جلس حسن خلف القضبان يندم على أحلامه الثورية الضائعة.

قال له والده بهدوء لاذع: “ها قد جاء التفاح يا ابني، بس من طاقة السجن مش من طاقة الحرية.”

 

وهكذا، بعد 62 عاماً، ما زال حسن جديد يولد في كل ذكرى لأكتوبر، يحلم بتفاح من الطاقة وينتهي بملاعقة الشاي الفارغة على طاولة المقيل.