في الوقت الذي يعيش فيه المواطن أوضاعًا مأساوية وانقطاعًا للكهرباء لأكثر من أربعٍ وعشرين ساعة في اليوم، وتوقّفًا للرواتب، وشللًا في الخدمات، وانهيارًا اقتصاديًا غير مسبوق، نجد بعض القنوات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين – مثل بلقيس ويمن شباب والمهري وغيرها – منشغلة ليل نهار بالهجوم على أبناء الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي، وكأنها تمارس دور المعارضة الوطنية!
لكن الحقيقة المؤلمة أن هذه القنوات وأصحابها كانوا وما زالوا جزءًا من منظومة الحكم التي أرهقت الوطن وسرقت خيراته. فالرئيس منهم، ورئاسة الوزراء المتعاقبة منهم، ورئيس البنك المركزي يتبع أحزابهم، وأغلبية مجلس النواب من صفوفهم. فكيف يتحدثون عن النزاهة وهم غارقون في الفساد؟ وكيف يتحدثون عن الأمانة وهم من نهبوا الثروات؟ وكيف يتحدثون عن الوحدة وهم أول من فصل عشرات الآلاف من الجنوبيين من وظائفهم بعد حرب 1994؟
الأجدر بهم أن يتحدثوا عن إعادة تشغيل مصفاة عدن، وعن استئناف تصدير النفط، وعن معاناة المواطنين الذين أنهكهم الظلام والفقر، وعن مكافحة الفساد الذي ينخر جسد الدولة، بدلاً من الصراخ والعويل الدائم على الجنوب وأهله.
إن ما تقوم به هذه القنوات من حملات إعلامية منظمة ما هو إلا محاولة مكشوفة لزرع الفتن وبث السموم وتعطيل مسيرة الجنوب نحو الاستقرار والبناء. فقد اعتادوا على المناكفات العقيمة والعوائق المفتعلة التي لا تخدم إلا أجندات خارجية تسعى لإبقاء الوطن في دائرة الفوضى والضياع.
✳️ ختامًا
ليعلم أولئك أن الجنوب لن تُثنيه أبواق الفتنة، ولن توقف مسيرته تلك الأصوات المأجورة، فصوت الحقيقة أقوى من ضجيج الزيف، وإرادة أبناء الجنوب ماضية بثبات نحو مستقبل يليق بتضحياتهم وصمودهم.
ومن هنا، فإننا ندعو كل الإعلاميين الجنوبيين إلى الاصطفاف الإعلامي الموحّد، وتوجيه رسائلهم نحو خدمة قضايا وطنهم بعدالة ووعي ومسؤولية، والرد على حملات التشويه بالحقائق لا بالصراخ، وبالمنطق لا بالتجريح. فالإعلام الجنوبي الحر هو سلاح الوعي، ودرع الحقيقة في وجه الزيف.