واشنطن تنتقد هيمنة اليمن: دعوة أمريكية لمنح الجنوب حق إدارة شؤونه

2025-11-01 18:04
واشنطن تنتقد هيمنة اليمن: دعوة أمريكية لمنح الجنوب حق إدارة شؤونه
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

شبوة برس – خاص

كشف الباحث الأمريكي مايكل روبين، في مقال نشره بمعهد المشاريع الأمريكية (AEI) ونقله موقع *Middle East Forum Observer* في 20 يوليو 2025، عن تحول لافت في الموقف الأمريكي تجاه المشهد اليمني، معتبرًا أن فشل مجلس القيادة الرئاسي يعكس انهيار البنية السياسية الشمالية التي ما تزال تتعامل مع الجنوب بعقلية الوصاية والإقصاء.

 

وتابع محرر "شبوة برس" ما ورد في مقال روبين الذي أكد أن المجلس الرئاسي، الذي أُنشئ في أبريل 2022 بعد تنحي عبدربه منصور هادي، لم يكن مشروعًا وطنيًا جامعًا كما رُوّج له، بل تركيبة مفروضة من الخارج جمعت شخصيات متناقضة الولاءات، فغابت عنها الرؤية والانسجام، وتحولت سريعًا إلى سلطة مشلولة عاجزة عن تحقيق أي إصلاح أو استقرار.

 

وأشار روبين إلى أن المجلس بات تجسيدًا لنموذج “حكومة الفنادق”، إذ يقيم أغلب أعضائه ووزرائه خارج البلاد بين القاهرة وجدة، بينما يعيش المواطن اليمني في الداخل بلا أمن ولا خدمات. واعتبر أن رئيس المجلس رشاد العليمي يمثل استمرارًا لعقلية السيطرة الشمالية التي تضع منع نهوض الجنوب فوق أي هدف آخر، مؤكدًا أن “كراهيتهم العميقة للجنوب توجه قراراتهم وسلوكهم داخل السلطة”.

 

ولفت الباحث الأمريكي إلى أن هذه النخبة لا تزال تتعامل مع الجنوب كغنيمة لا كشريك، وتمنع أبناءه من الاستفادة من ثرواتهم النفطية والاقتصادية، خشية أن يقودهم ذلك نحو استقلال فعلي في القرار. كما أشار إلى أن وزارات تهيمن عليها شخصيات شمالية تعمدت تعطيل تصدير النفط الجنوبي ومنع تراخيص الاتصالات، ما سمح للحوثيين بالاستمرار في السيطرة على شبكة الاتصالات، وخلق ثغرات أمنية خطيرة.

 

ورأى روبين أن الجنوب هو “الجزء المستقر الوحيد في البلاد”، وأن استمرار تهميشه سيؤدي إلى زعزعة آخر مناطق الاستقرار في اليمن، محذرًا من أن الحقد التاريخي تجاه الجنوب هو الذي قاد إلى فشل الوحدة والحروب المتتالية.

 

ودعا روبين إلى حلّ مجلس القيادة الرئاسي واستبداله بصيغة جديدة أكثر واقعية، تقوم على نظام ثنائي الرئاسة بنائبين أحدهما من الشمال والآخر من الجنوب، يتوليان إدارة مناطقهما من داخل البلاد بصلاحيات كاملة. كما شدد على أن الحكم الرشيد لا يمكن أن يُمارس من الخارج، مطالبًا المانحين الدوليين بفرض قيود على المسؤولين المقيمين خارج اليمن.

 

ويختم روبين مقاله بدعوة المجتمع الدولي إلى الاعتراف بحق الجنوب في إدارة شؤونه، مؤكدًا أن استمرار فرض الوحدة القسرية أو بقاء المجلس الرئاسي بصيغته الحالية لن ينتج سوى مزيد من الانقسام والاضطراب، وأن الحل يكمن في نموذج فيدرالي يضمن للجنوب إدارة موارده ومستقبله بحرية.