شبوة برس – خاص
في دراسة تحليلية للباحث والمحلل السياسي والعسكري ثابت صالح، أطلع عليها محرر "شبوة برس"، تناول الباحث الحدث المفصلي الذي غيّر مجرى تاريخ الجنوب العربي في 22 يونيو 1969، واصفًا إياه بأنه الانقلاب الأخطر الذي نفّذه التيار اليمني بقيادة عبدالفتاح إسماعيل داخل الجبهة القومية، وأدى إلى تدمير هوية الدولة الجنوبية وانحراف مسارها بعد الاستقلال.
وأوضح الباحث أن الانقلاب لم يكن مجرد صراع داخلي على السلطة، بل كان تحولًا جذريًا فرض مشروع "يمننة الجنوب" واستبدال نظامه الوطني المستقل بنظام اشتراكي متطرف تابع للمنظومة السوفيتية. مشيرًا إلى أن عبدالفتاح إسماعيل مثّل الامتداد الأيديولوجي للتيار اليمني القومي المتشدد، في مواجهة الجناح المعتدل والعقلاني بقيادة الرئيس قحطان الشعبي.
وأضاف أن الخلاف بين الجناحين تمحور حول هوية الدولة الجنوبية وعلاقاتها الخارجية؛ فبينما سعى قحطان الشعبي إلى بناء دولة مستقلة بهوية جنوبية خالصة وعلاقات متوازنة مع الخليج ومصر والغرب، قاد عبدالفتاح إسماعيل سياسة القطيعة مع المحيط العربي والارتهان للاتحاد السوفيتي، ما تسبب في عزل الجنوب وتدمير مؤسساته الوطنية الوليدة.
وأشار الباحث إلى أن ما سمي حينها بـ"الحركة التصحيحية" أطاحت بالرئيس قحطان الشعبي واغتالت رئيس الوزراء فيصل عبداللطيف الشعبي، تلتها موجة من الاغتيالات والتصفيات السياسية التي استهدفت القيادات الجنوبية المعتدلة فيما عُرف بـ"أحداث أمن الثورة" وطائرة الدبلوماسيين.
وبيّن أن السلطة انتقلت بعد ذلك إلى مجلس رئاسة ضمّ كلاً من سالم ربيع علي، عبدالفتاح إسماعيل، محمد علي هيثم، علي عنتر، ومحمد صالح عولقي، قبل أن يستقر النفوذ الحقيقي بيد عبدالفتاح إسماعيل الذي أصبح الرجل الأول وصاحب القرار المطلق في الدولة والحزب.
وختم ثابت صالح تحليله بالقول إن انقلاب 22 يونيو 1969 لم يكن مجرد صراع داخلي بل كان عملية اختطاف كبرى للدولة الجنوبية لصالح مشروع يمني أيديولوجي غريب عنها، مشددًا على أن فهم تلك المرحلة ضروري لاستخلاص الدروس والعبر في مسيرة استعادة الدولة الجنوبية وهويتها الوطنية.