القضية الجنوبية ليست ملفًا سياسيًا يقرره تصريح أو تقرير

2025-11-07 17:53
القضية الجنوبية ليست ملفًا سياسيًا يقرره تصريح أو تقرير
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

خيار الشعب لا يُستمد من التصريحات

 

*- شبوة برس - سعيد ناصر مجلبع بن فريد

في الأيام الأخيرة، أثار تصريح وزير الخارجية اليمني شايع الزنداني جدلاً واسعًا، بعد قوله إنّه "لا يوجد خيار يتبنى الدولتين"، في إشارةٍ واضحةٍ إلى رفض فكرة استعادة دولة الجنوب.

لكن الغريب في الأمر، أنّ بعض الكتّاب الجنوبيين تعاملوا مع هذا التصريح بسطحية أو حتى بقبول ضمني، معتبرين أنّ كلامه “صحيح من الناحية السياسية”، وكأنّهم نسوا أو تناسوا أن القضية الجنوبية ليست ملفًا سياسيًا يقرره تصريح أو تقرير، بل هي إرادة شعب حسم خياره منذ زمن نحو استعادة دولته المستقلة.

 

إن الواجب الوطني والأخلاقي يفرض على كل كاتب جنوبي أن يكون صوتًا لقضية شعبه، لا أن يبرر مواقف أو تصريحات تُناقض تضحيات الجنوبيين. فالقضية الجنوبية لم تعد موضوعًا للنقاش الإعلامي، ولا ورقة تفاوضية بيد أحد، بل أصبحت حقيقة راسخة في وجدان الشعب الجنوبي الذي قدّم الشهداء والجرحى من أجل حريته وكرامته.

 

لقد اعتدنا أن نرى كيف تعمل المطابخ الإعلامية المعادية للجنوب على نشر الأكاذيب والتضليل، بينما نادراً ما نجد من يردّ عليها بقوة الحجة والكلمة الصادقة. إن السكوت عن هذه الأكاذيب أو الانشغال بالجدل حول “تصريح هنا أو تقرير هناك” لا يخدم القضية، بل يُضعفها.

 

إن خيار الشعب الجنوبي واضح وثابت: استعادة دولته كاملة السيادة، وهذا الخيار لا تحدده تصريحات الوزراء ولا تقارير المنظمات، بل تُحدده إرادة الملايين من أبناء الجنوب الذين حسموا موقفهم ولن يتراجعوا عنه.

 

ومن هنا، فإننا نهيب بكل الكتّاب الجنوبيين أن يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية، وأن يجعلوا أقلامهم درعًا منيعًا في وجه كل محاولات التشويه والتضليل، وأن يكونوا في صفّ الشعب لا في صفّ المبرّرين والمشككين. فالكلمة الصادقة هي جبهة نضال لا تقل شرفًا عن جبهات الميدان.

 

الجمعه ٧نوفمبر ٢٠٢٥م