لم يحظ تصريح لوزير خارجية في الشرعية لا سابقا، ولا أعتقد لاحقا مثلما حظي تصريح الزنداني الذي قال فيه بأنه لا حل للدولتين في وقت تسعى كل الأطراف الجنوبية لتحقيق هذا الهدف حتى رئيس المجلس الانتقالي سعادة اللواء عيدروس الزبيدي دائما يردد عهد الرجال للرجال ويقصد به بأنه على عهده الذي عاهد به الشعب الجنوبي بعدة مليونيات بأنه سيعيد دولة الجنوب لسابق عهدها.
تصريح الزنداني يعبر تعبيرا واضحا بأن ما تسمى بالشرعية التي تحتضنها أرض الجنوب ومقيمة بقصر المعاشيق، وتدير به الدولة وهي حكومة دولة الشمال ومحتلة الجنوب باحتلال عسكري عام 1994 يصرح وزير خارجيتها بهذا التصريح !!!
الآن وبعد هذا التصريح الصريح الذي أطلقه الزنداني هل هناك من لا يزال يراهن على عودة دولة الجنوب من خلال الشراكة مع دولة احتلال؟
هل بعد هذا التصريح غير الموفق يتبادر للذهن بأن المشاركة بحكومة احتلال شمالية يمكن أن يعيد دولة الجنوب لما قبل احتلالها من الشمال؟
هل أمام هذه الحقيقة هناك من يستطيع أن يكرمنا بنظرية متطورة بكيفية تحرير أرض وشعب من دولة تحتل أرض وشعب آخر تنهب ثرواته وتضطهده وتقطع عنه الكهرباء والرواتب وتختلق له الأزمات؟
وأخيرا واضح بأن هذا التصريح قد لاقى استنكارا واسعا من كافة أطياف الشعب الجنوبي ومن كافة مكوناته وقواه الحية بما فيها المجلس الانتقالي الجنوبي وكل ذلك جيد وممتاز ورائع ولكن السؤال الجوهري بالنهاية هل هذا الاستنكار كافٍ ليعيد دولة الجنوب لسابق عهدها؟
أم أن انكشاف هذه الحقيقة بهذا الوضوح يحتم على الشعب الجنوبي الزحف على مفاصل الجنوب، وفرض أمر واقع أمام الشرعية التي يحتضنها تراب الجنوب، وأمام العالم وفق نظرية الحقوق تنتزع ولا توهب لوضع حد لمعاناة الشعب الجنوبي ولمساعدة الانتقالي بفرض أمر واقع وحسم الأمر بكل سلمية.
هذا ما آمله في الثلاثين من نوفمبر الجاري ردا على تصريح الزنداني غير ذلك ستستمر معاناة الشعب الجنوبي إلى ما لا نهاية، ولن تعود الدولة دون حسم هذا الأمر بدليل فشل كل المراهنات بما فيها المشاركة مع حكومة احتلال.