نعم، لقد صبر شعب الجنوب، وها هو يجني ثمار صبره ونضاله خطوة بخطوة، وما حدث في حضرموت قد لا يكون نهاية المطاف، بل بداية مرحلة جديدة تتبلور فيها ملامح دولة جنوبية قادمة، بمؤسسات شرعية، وجيش وطني، وشعب موحد حول قضيته وهويته.
إن حضرموت تنتصر، والمجلس الانتقالي يرسم ملامح المستقبل ولم تكن انتصارات المجلس الانتقالي الجنوبي في وادي حضرموت مجرّد تقدُّم عسكري فحسب، بل جاءت تتويجًا لصبر طويل، ومعاناة شعب لا يزال يؤمن بحقه في تقرير مصيره واستعادة دولته، بعد عقود من التهميش والاحتلال العسكري الذي عرقل تطور وادي حضرموت، وجعله ساحة نفوذ غير شرعي لقوى لا تمثّل تطلعات أبنائه.
لقد تحوّل الوادي، بفضل هذا التحرير، إلى عنوان جديد لمرحلة فارقة في مسار القضية الجنوبية، حيث نجح المجلس الانتقالي في كسر قبضة القوات العسكرية المحسوبة على الإخوان المسلمين، التي استخدمت حضورها لفرض أجندات لا تخدم الأمن ولا التنمية، بل زادت من معاناة الناس وأججت الاحتقان.
إن الأهمية الاستراتيجية لهذا الانتصار كبيرة، فحضرموت تُعد شريانًا اقتصاديًا حيويًا بما تملكه من ثروات نفطية وموقع جغرافي بالغ التأثير وبالتالي، فإن استعادتها تمثل خطوة قوية نحو استعادة الجنوب لسيادته، وترسيخ قدراته على بناء مؤسسات دولة قادرة، مستقلة القرار.
أما إقليميًا، فإن هذا التحول في وادي حضرموت قد يكون بادرة إيجابية تنظر إليها دول مجلس التعاون الخليجي بتمعن، خاصة في ظل التوافق الإقليمي المتزايد على ضرورة دعم قوى الاستقرار ومكافحة الجماعات المتطرفة، وقد يُفسَّر هذا التحرير كإشارة على نضج المشروع الجنوبي واستحقاقه للدعم السياسي والاقتصادي والاعتراف الإقليمي سواء من القمة الخليجية المرتقبة هذا الشهر أو من المجتمع الدولي كحق مشروع مكفول دوليا بحق تقرير المصير بعودة دولة الجنوب لشعبها من تنظيم صنّفه العالم كتنظيم إرهابي الذي هزمه المجلس الانتقالي بقيادة سعادة اللواء عيدروس الزبيدي.
فهل نرى اعترافا إقليميًا ودوليًا بعودة دولة الجنوب؟
هذا ما آمله…