حلّ القضية الجنوبية يسهل حلّ المشكلة اليمنية يا عرب

2025-11-12 07:21

 

منذ عام 2007 ونحن نحذر من خطورة دعم اليمن كدولة احتلال تحت تسميات الوحدة أو الفرع والأصل أو الحقوق التاريخية وغيرها من الدعاوى الباطلة، وأكدنا أن ذلك يشكل خطرًا على اليمن نفسها وعلى المنطقة. أوضحنا حينها ضرورة التفريق بين الوحدة الطوعية والوحدة بالقوة، وخطورة احتلال بلدٍ مجاورٍ لشقيقه في الجوار، وأن ذلك يشكّل سابقة دولية في غاية الخطورة قد تدفع ببلدان أخرى في الإقليم إلى تبنّي دعاوى مشابهة. لكن لم يستمع أحد لصوت الحق، وجاء الغزو الثاني عام 2015 الذي كان يستهدف السعودية، غير أنه – نظرًا لاستكمال عملية التحرير في الجنوب منذ 30 نوفمبر 2014 – اتجه نحو الجنوب للسيطرة على باب المندب وخليج عدن أولًا، ثم الانطلاق نحو السعودية ودول أخرى ثانيًا.

 

إلا أن صمود شعب الجنوب العربي وتصديه للغزو وهزيمته للمشروع الفارسي ووقف زخمه عطّل تلك المؤامرة. ولو أن الله ألهم دول التحالف العربي الصواب ومكّن الجنوبيين من إدارة شؤونهم، لما وصلت الحرب والأزمة إلى أحد عشر عامًا. نعيد التأكيد أن إعادة التوازن الجيوسياسي في المنطقة إلى ما قبل عام 1990 بنظامي حكمٍ رشيدين فيه مصلحة لشعبي اليمن والجنوب العربي، ولأمن واستقرار دول وشعوب المنطقة، وصيانة للأمن والسلم الدوليين. هذه هي الحقيقة، والواقع يؤكدها.

 

لقد كشف برنامج الإصلاحات الاقتصادية عن حقيقة الأطراف اليمنية في الشرعية المتخادمة مع الطرف الآخر – الحوثيين، حراس الدولة السبئية الباطنية العميقة المدعومة من منظومة المسيخ الدجال والمجوسية وأخواتهم – إذ بيّن أن الموارد التي تعبث بها الشرعية مصدرها الجنوب، بينما يحتفظ الشمال بموارده ولا يورد منها شيئًا للبنك المركزي في عدن. وهذا أمر غاية في الغرابة أن تُهدر موارد الجنوب من قبل عصابات فاسدة، ويُترك الجنوب بلا كهرباء ولا مياه، وموظفوه بلا مرتبات منذ ستة أشهر.

 

من هنا نناشد دول التحالف العربي بالعدل والإنصاف، وتمكين شعب الجنوب من إدارة شؤونه الإدارية والمالية والأمنية والعسكرية، وتفرغ الأشقاء اليمنيين في الشرعية لتحرير بلادهم، ثم الجلوس إلى مفاوضات جادة لاستكمال فك الارتباط القائم قانونًا منذ عام 1994، والفعلي منذ نوفمبر 2014. فلا يمكن إيجاد حلٍّ يحقق الأمن والاستقرار للشعبين في اليمن والجنوب العربي إلا بالعودة إلى ما قبل إعلان الوحدة عام 1990، بنظامي حكمٍ رشيدين وبجوارٍ حسن. وفي هذا الاتجاه، يجب أن تتجه كل الجهود الدولية والإقليمية لحلّ القضية الجنوبية أولًا، فذلك ما يسهل حلّ المشكلة اليمنية على الحكم والسلطة في اليمن الشقيق.

 

الباحث: علي محمد السليماني