جوابا على السؤال طبعا لا، ليس من الحكمة فتح معارك على كل الجبهات ، بل من الأفضل اختيار المعارك بعناية ، وتركيز الجهود على جبهات محددة .
إن فتح النار في كل اتجاه وفي وقت واحد يضعف القوة ويشتت الجهود ، بينما يضمن التركيز على جبهة واحدة تحقيق نصر أقوى في معركة محددة .
الملاحظ أن بعض المحسوبين على المجلس الانتقالي في الإعلام يفتحون النار في كل اتجاه ! وهذا ليس من الحكمة بل قد يوصف بالتهور والمغامرة الغير محسوبة .
قضية الجنوب التي يتبناها المجلس الانتقالي بحاجة إلى تصرف حكيم ودهاء سياسي وقادة يفهمون ما يفعلون ، ويتصرفون وفق المستطاع وفي محيط قدراتهم .
بين حين واخر تظهر اصوات محسوبة على الانتقالي تنال من التحالف وتتهم جهة معينة ، بانها تعادي قضية الجنوب ! واصوات اخرى تقاتل الاحزاب اليمنية ﴿ الاصلاح والمؤتمر ﴾ وبعض الشخصيات الجنوبية ، وثالثة تصب جام غضبها على مجلس القيادة وخاصة رئيس المجلس " العليمي " ! ورابعة تكفلت بقطر وتركيا في مغامرات على غرار ﴿ ياشباب العالم ثوروا ياعمال يا فلاحين اهزموا بالعنف الثوري كل الامبرياليين .. دمروا الامبريالية وانشروا الاشتراكية !! ﴾ .
نحن نعلم محدودية قدراتتا السياسية وقرارنا ، لانريد معادات القريب والبعيد .. قضيتنا بحاجة كل جنوبي حر وان اختلفنا معه ، وبحاجة احترام دول الجوار لتقف معنا او على الأقل تكفينا شرها اذا لم تدعمنا ، لكن ونحن نتهمها في كل المواقع ستتحول الى عدو فعلي ضدنا .
لا نتحامل على احد اذا قلنا بصوت عالي (﴿ على قد فراشك مدد ﴾) نحن لسنا بحاجة إلى معاداة العالم كما حصل في السبعينات ايام دعم نيكاراغوا وهندوراس وتشيلي وفيتنام والهند الصينية !!! شوفوا اين وصلوا وأين نحن .
نحن بأمس الحاجة الى تحكيم العقول قبل العواطف والسير وفق القدرات المتاحة .. ويجب ان نعترف ان القرار ليس بأيدينا واننا تحت الوصاية الدولية والإقليمية !! فلماذا كل هذا التهور ولا زلنا داخل النفق ؟؟
فتح جبهات متعددة يضعف القدرة على تحقيق نصر حاسم في أي منها لأنه تبديد للطاقة والموارد .
وهذا قول القادة العسكريين في المعارك العسكرية .. فما بالك بمعاركنا ونحن لازلنا في عنق الزجاجة ؟
أهمية الحكمة و التروي :
يجب ان يفهم الجميع ان اي ثورة بحاجة الى الحكمة والتروي اكثر من حاجتها إلى المدفع والدبابة " التي لن نمتلك منها شيء ما دمنا تحت الوصاية " .
كذلك بعد النظر في اتخاذ القرار " إذا كان بإمكاننا امتلاك القرار !" .. وهما الأهم لتحقيق أهداف استراتيجية .
نأمل من الجميع تقبل وجهة نظرنا لما يخدم قضيتنا بعيدا عن الشطحات واستعداء كل من خالفنا فلسنا اوصياء على الدول .