يتلقّى اليمنيون النكسات منذ 1962م، وما زالوا يرفضون الاعتراف بأن مشروعهم السياسي والعسكري والاقتصادي والاجتماعي مُني بالفشل الذريع. لا يريدون مواجهة الحقيقة كما هي، بل يصنعون لأنفسهم أوهامًا وصورًا خيالية تعوض نقص الواقع الذي يهربون منه.
لم يتوقفوا يومًا لمراجعة الذات ولا لتقييم أسباب الانتكاسات المتتالية؛ بل يواصلون الانتقال من هزيمة إلى أخرى، ويبحثون عن عدو وهمي يلقون عليه أسباب خيباتهم، وكأن تكرار الفشل قدرٌ لا مفر منه. فكيف لمن لا يعترف بالمرض أن يبحث عن الدواء؟!
إن حالة الإنكار المزمنة لن تداوي جراحهم، ولن تُخرجهم من مستنقع الأزمات والهزائم التي صنعوها بأيديهم. وحده الاعتراف بالحقيقة والبحث عن الأسباب هو الطريق الأول للتعافي وبداية أي مشروع دولة يُحترم.