في الأمس، كان البعض يرشق حجارة الشك في طريق المجلس الانتقالي الجنوبي، ويخلط بين النقد البنّاء الذي يليق بثقافة الحوار، وبين الهجوم غير المسؤول الذي لا يخدم قضية ولا يعزز مسارًا. ومع ذلك، ظلّ الجنوب، بحامله السياسي المجلس الانتقالي الجنوبي، ثابتًا على رؤيته، واضحًا في بوصلته، متمسكًا بهدف شعبه في الانطلاق نحو بناء الدولة الجنوبية المدنية الفيدرالية.
اليوم، يتأكد للجميع ـ خصومًا قبل الأصدقاء ـ أن هذا الوضوح لم يكن مجرد خطاب، بل ممارسة سياسية رصينة أثمرت حضورًا فاعلًا في العملية السياسية، ومسؤولية كاملة في بناء مسار سلام شامل. لقد أثبت الانتقالي الجنوبي أنه شريك حقيقي وضروري في صياغة أي تسوية مستقبلية، وأن وجوده السياسي والعسكري يحمل دلالات عملية ومنسقة مع كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إحلال السلام، وتعزيز الاستقرار، وصيانة مصالح شعب الجنوب وحقه المشروع في استعادة دولته.
إن الجنوب، بحامله السياسي، لا يبحث عن قبعة يخفي بها موقفه، ولا لحاف يستتر به، ولا ستار يمرر خلفه مشروعه. فالموقف الجنوبي واضح كالشمس، ومساره معلن، وأهدافه مشروعة. بهذا الوضوح، استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي إيصال صوته إلى المجتمع الدولي، وترسيخ حضوره كقوة سياسية تتكئ على قاعدة شعبية واسعة، ورؤية واضحة، وهدف لا تراجع عنه.
إن وضوح الرؤية ليس مجرد شعار، بل منهج عمل وثقافة قرار وإرادة شعب. والجنوب اليوم يخطو بثقة نحو الهدف، مستندًا إلى نضالاته، وتجربته، وتماسك قضيته، وواقعه الجديد الذي يفرض احترامه على كل الطاولات.
الجنوب لن يكون إلا مع الجنوب؛ أرضًا وشعبًا وقضية ومستقبلًا.
وهذه الحقيقة ـ بكل بساطة ـ هي سر القوة، وسر وضوح الرؤية، وسر الاقتراب من تحقيق الهدف.