اطلع محرر شبوة برس على المادة المنشورة في صحيفة الأيام الواسعة الانتشار الصادرة في عدن، والتي تناولت التحولات الكبرى التي يشهدها الجنوب في ظل الانتصارات العسكرية المتسارعة، خصوصًا في حضرموت والمناطق الشرقية. وترى الصحيفة أن الجنوب انتقل من مجرد سيطرة ميدانية إلى مرحلة تفرض على المجلس الانتقالي الجنوبي الشروع الفعلي في تأسيس مؤسسات الدولة المنتظرة، مستفيدًا من الشرعية الشعبية والظرف السياسي الملائم.
وتشير الصحيفة في المادة التي اطلع عليها محرر شبوة برس إلى أن ما يجري في الرياض من مشاورات واتفاقات لا يتجاوز كونه ضجيجًا سياسيًا بلا نتائج حقيقية، وأن الرهان يجب أن يكون على العمل الهادئ داخل الجنوب عبر بناء مؤسسات قادرة على الصمود والاستمرار. فالسياسة دائمًا بحاجة إلى مرونة، لكن بناء الدولة يحتاج إلى عمل متواصل وحسابات مختلفة.
وتوضح الأيام أن المشهد الحزبي اليمني في الجمهورية العربية اليمنية فقد تأثيره بالكامل، وأن حزب الإصلاح، المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين المصنفة إرهابية في دول الإقليم، لم يعد يمتلك وزنًا سياسيًا أو شعبيًا كما كان في السابق. وتضيف أن انهيار الأحزاب اليمنية جاء نتيجة بنائها على صفقات ومكاسب لا على قواعد اجتماعية حقيقية، ما منح المجلس الانتقالي مساحة أوسع لتأسيس منظومة سياسية جنوبية جامعة تتجاوز أخطاء المركزية التي أسقطت الدولة اليمنية السابقة.
وتعتبر الصحيفة أن أولى خطوات بناء الدولة تبدأ بإصلاح القضاء والتعليم، فالقضاء المستقل هو ركيزة الأمن والاستقرار، والتعليم الحديث هو أساس التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وتؤكد أن الجنوب بحاجة إلى قضاة محميين من النفوذ السياسي، وإلى منظومة تعليمية حديثة قادرة على إعداد جيل من الكفاءات الوطنية.
وتبرز المادة أهمية المعركة الاقتصادية التي تُعد الجبهة الأكثر إهمالًا في مشروع بناء الدولة. وتشدد على ضرورة توفير بيئة آمنة للاستثمار، وتسهيل حركة الأموال، وحماية الممتلكات، وإلغاء الجبايات غير القانونية التي أرهقت القطاع الخاص. كما تدعو إلى إعادة هيكلة الجمارك والضرائب لضمان الشفافية، وتوفير موارد ثابتة تسمح بدفع الرواتب وتحسين الخدمات.
وتؤكد الأيام أن الجنوب ليس معزولًا عن محيطه، وأن العلاقة مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تظل محورًا رئيسيًا للاستقرار والدعم. كما أن بناء علاقات متوازنة مع القوى الدولية الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن سيعزز فرص الاعتراف الدولي بدولة الجنوب عند اكتمال مؤسساتها.
وتختتم الصحيفة بأن ضعف معارضي مشروع استعادة دولة الجنوب لا يكفي لإعلان الاستقلال، فالدولة المنتظرة تحتاج إلى تماسك داخلي، وشراكة سياسية واسعة، وعدالة اجتماعية، ونظام قضائي قوي، وجهاز أمني محترف، وجيش وطني منزّه عن أخطاء الماضي. وتؤكد أن اللحظة الحالية قد لا تتكرر، وأن الجنوب قادر اليوم على صياغة مستقبله بيده إذا بدأ فورًا ببناء الدولة على أسس راسخة.