شبوة برس – خاص
حذّر الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور حسين لقور بن عيدان من خطورة التعامل مع قضية شعب الجنوب بمنطق العلاقات الاجتماعية ما قبل الدولة، معتبرًا أن هذا النهج يمثل وصفة مؤكدة لإنتاج صراعات جديدة وإعاقة بناء الدولة الجنوبية الحديثة.
وقال بن عيدان، في تغريدة على منصة إكس رصدها محرر شبوة برس، إن بعض المنظمات الدولية المشبوهة وأطرافًا خارجية تسعى إلى مقاربة الجنوب بوصفه فضاءً اجتماعيًا تقليديًا يمكن التأثير فيه عبر استدعاء القبيلة والمشيخة والسلطنة، بدل التعامل معه ككيان سياسي حديث يمتلك ذاكرة دولة وتجربة مؤسسية وهوية وطنية تشكلت عبر نضال طويل.
وأوضح أن هذا التوجه لا ينفصل عن تاريخ طويل من المقاربات الاستشراقية التي استخدمتها الدول الاستعمارية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حيث جرى اختزال المجتمعات خارج المركز الدولي في تقسيمات اجتماعية ضيقة، واختزال الدولة في القبيلة، والشرعية في وسطاء من الزعامات المحلية، وهو اختزال أثبت فشله في أكثر من ساحة حول العالم.
وأشار بن عيدان إلى أن إعادة إنتاج هذه الأدوات القديمة في السياق الجنوبي اليوم لا تخدم الاستقرار ولا السلام، بل تفتح الباب أمام صراعات بنيوية، وتعرقل مسار بناء دولة القانون والمؤسسات التي ينشدها شعب الجنوب.
ويأتي هذا الطرح في ظل تصاعد النقاشات الإقليمية والدولية حول مستقبل الجنوب، وما يرافقها من محاولات لإدارة الملف الجنوبي خارج منطق الدولة الحديثة، وهو ما يثير مخاوف حقيقية من تكرار أخطاء تاريخية أثبتت التجارب فشلها.
شبوة برس
محرر شبوة برس