شبوة برس – خاص
رصد محرر موقع شبوة برس منشورًا تحليليًا للكاتبة فيروز الوالي، نُشر على حسابها الشخصي، تناولت فيه بالنقد تجربة حزب الإصلاح وسلوكه السياسي خلال سنوات الصراع، مركزة على الفجوة بين خطابه الخارجي وغيابه العملي عن الداخل اليمني، في لحظة تصفها بأنها مفصلية لمصير الدولة.
وتوقفت الوالي عند ما اعتبرته ظاهرة لافتة، تتمثل في تحركات وفود من حزب الإصلاح في العواصم الغربية، وهي تتحدث باسم معاناة اليمن وتطالب بدعم الدولة، في وقت تغيب فيه، بحسب وصفها، أي مظاهر حضور فعلي للحزب في إدارة الشأن العام داخل البلاد، سواء على المستوى الخدمي أو المؤسسي أو الأمني.
وفي قراءتها النفسية والسياسية، رأت الكاتبة أن الحزب يعيش عقلية “الضحية الدائمة”، حتى وهو شريك في السلطة، معتبرة أن هذا السلوك يعكس نمطًا متجذرًا في تجربة جماعة الإخوان المسلمين، يقوم على استبدال الفعل السياسي بالمظلومية، والاعتماد على الشكوى الخارجية بدل المواجهة الداخلية وتحمل المسؤولية.
وعلى الصعيد الاجتماعي، أشارت الوالي إلى أن الإصلاح أخفق في التحول إلى حزب وطني جامع، وبقي تنظيمًا فوق المجتمع لا منبثقًا منه، يستخدم الدين أو القبيلة أو خطاب الثورة وفق الحاجة، دون أن يقدم مشروع دولة واضح أو رؤية إدارة مستقرة، ما أدى إلى تراجع الثقة الشعبية به وانكشاف محدودية تأثيره الحقيقي.
كما انتقدت الكاتبة البعد الثقافي للحزب، واصفة إياه بحزب المنابر لا المؤسسات، والخطابة لا الخطط، مؤكدة أنه لم ينجح في إنتاج خطاب وطني حديث، بل أعاد تدوير شعارات مؤجلة للدولة ومشروطة بالتمكين السياسي.
وفي الجانب العسكري والسياسي، اعتبرت أن انسحابات الحزب المتتالية من مواقع المواجهة، مقابل نشاطه الإعلامي والدبلوماسي في الخارج، تمثل هروبًا منظمًا من الاستحقاقات، وتحويلًا للفشل الداخلي إلى خطاب اتهام دائم للآخرين.
واختتمت الوالي طرحها بالتأكيد على أن أزمة اليمن لا تكمن في خصوم الدولة وحدهم، بل في القوى التي قدّمت نفسها بديلًا ثم فشلت، داعية إلى إنهاء احتكار تمثيل الشرعية، وبناء قوى وطنية تؤمن بالدولة، وربط أي دعم خارجي بالإنجاز الفعلي لا بالخطاب السياسي.