شبوة برس – خاص
رصد محرر شبوة برس ما كتبه الصحفي خالد سلمان حول زيارة القيادي الإخواني عبدالرزاق الهجري، برفقة عدد من منظري جماعة الإخوان في اليمن، إلى مركز تشاتام هاوس في لندن، في محاولة لإعادة تسويق خطاب حزب الإصلاح بلغة تتنصل من الانتماء التاريخي للحركة، مع اتساع دوائر العزل والتصنيف الدولي المتوافق عليه للجماعة كمنظمة إرهابية.
وأوضح سلمان أن إخوان اليمن يسيرون على خطى تجارب سابقة لحماس وإخوان الأردن، عبر نفي الصلة بالتنظيم الدولي، وإعادة تقديم أنفسهم كتيار إسلامي مدني معتدل، متفاعل مع المجتمع الدولي، يرفض التمييز الديني ويزعم احترام التنوع ونبذ الكراهية، في مسعى واضح لتقليل كلفة التصنيف ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وأشار إلى أن المفارقة تكمن في أن إخوان اليمن وحدهم من يصدقون هذا التدليس، عبر إنكار البصمة التأسيسية والارتباط العضوي بالتنظيم الدولي، مؤكداً أن محاولات إعادة كتابة تاريخ الجماعة، أو صناعة شهادة ميلاد سياسية مزورة، لن تنجح في فصلها عن جذورها الفكرية ومخاضات نشأتها الأولى.
وبيّن سلمان أن بريطانيا، التي لعبت في عشرينيات القرن الماضي دوراً محورياً في احتضان وتوليد هذا التيار، لا يمكن أن تنطلي عليها محاولات التسويف الإخواني أو ادعاءات خلع المرجعيات العقائدية، ولا تصديق الزعم بأن الإخوان لم يعودوا، بل ولم يكونوا يوماً، إخواناً.
وتابع محرر شبوة برس ما تناوله الكاتب ما يتوقع أن يقدمه الهجري من قراءات للأحداث اليمنية، عبر نزع الخطاب الأيديولوجي الإقصائي وتغليفه بمصطلحات الاعتدال والانفتاح واحترام حقوق المرأة والحريات، معتبراً أن هذه اللغة ستُقرأ عكسياً في ضوء سجل الإصلاح، الذي وصفه بأنه حزب بلا خط سياسي واضح، يجمع بين التقية والشراكة مع الانقلاب، وادعاء محاربة الإرهاب مع التداخل معه وتمويله، واحترام الآخر في الخطاب وتكفيره في حلقات التنشئة.
وأكد سلمان أن الإصلاح يبيع للعالم وهماً سياسياً، متجاهلاً تاريخ قياداته ورموزه، وفي مقدمتهم عبدالمجيد الزنداني، الذي وصفه بالأب الروحي والمنظر الجهادي، إلى جانب قيادات الصف الأول التي أدارت الجماعة بعقلية الفتوى القطعية، حيث يُختزل الخلاف السياسي في معادلة الإيمان والكفر.
وختم الكاتب بالتأكيد على أن شيئاً جوهرياً لم يتغير في بنية إخوان اليمن لتجنيبهم التصنيف، فلا مراجعات فكرية، ولا تجديد في القيادات، ولا إدانات صريحة لفتاوى التكفير، ولا توقف عن دعم الإرهاب في الجنوب، معتبراً أن تحركاتهم الراهنة ليست سوى محاولة للاغتسال من تاريخ دموي، واستجداء اعتراف دولي يعيد تقديم الزنداني كرمز مدني، ويصور الإصلاح كحزب غير إخواني، بينما يظل حسم الخلاف مع الآخر، خارج السياسة، محكوماً بالفتوى.