تعقيدات المشهد في الجنوب: دور التحالف المحوري في حلحلة الأوضاع

2025-12-28 13:47

 

ما من شك أن كل جنوبي حر يسعى لاستعادة بلده الجنوب من أيدي قوى احتلال عام 94، وهذا حق شرعي وطبيعي له ويجب على التحالف ألا يقف حجر عثرة في طريق هذا الحق.

نتفهم موقف التحالف ومسؤوليته في اليمن وجهوده لمحاربة المليشيات الحوثية، وكذا محاذيره من أن يستغل الوضع القائم لصالحه. لكن في المقابل يشعر الجنوبيون بأن ما يسمى (الوحدة) قد ماتت مرتين:

الأولى، عام 94 عندما احتل علي عبدالله صالح الجنوب بالقوة.

والثانية، عام 2015 عندما انقلب الحوثي على الحكومة في صنعاء وحولها من جمهورية إلى ولاية إمامية.

بعدها لم يعد شيء اسمه وحدة، وقد أكد هذا الكلام غير واحد من مثقفي وسياسيي اليمن، فماذا بقي؟

إن وجود جماعات جنوبية معارضة لانتشار القوات الجنوبية في حضرموت والمهرة لا ينقص الحق في استعادة كامل تراب الجنوب والسير نحو استعادة الدولة الجنوبية. تلك الجماعات تتبع قوى الاحتلال والمتنفذين ممن على نحيبهم بعد طردهم من حضرموت واكتشاف جزء يسير من فسادهم في استغلال نفط حضرموت وإنشاء مصافي صغيرة مخفية لنهب ثروة حضرموت.

التحالف العربي لديه مسؤولية كبيرة ليست في حضرموت فحسب، بل في البلد كله، وعليه أن يتنظر بعين العدل للمحافظات الجنوبية الأخرى، وكذا مطالب شعب الجنوب المشروعة.

لابد من البحث وإيجاد صيغة حل تحفظ للجنوبيين حقهم في استعادة وطنهم الجنوب، ولا تتعارض مع مواقف التحالف المعلنة في بياناته الأخيرة.

الحوثي هو العدو الأول للتحالف وقوى (الشرعية) بما فيها المجلس الانتقالي بعد مشاركته بموجب اتفاق الرياض ونقل السلطة.

نعتقد أن التحالف وحده يستطيع وضع خطة لحلحلة الأوضاع في حضرموت بعيدًا عن التهديد واستخدام القوة. الجميع أمامهم عدو مشترك يتربص بهم، وأي خلاف ينشأ بينهم تستفيد منه مليشيات الحوثي، فعلى جميع الأطراف ضبط النفس وتحكيم العقل وترك مساحة للحل.