حافظوا على النصف الذي لم يغرق بعد من السفينة

= تاريخ اليمن الجنوبي منذ تأسيسه وعبر مراحله الغير ديمقراطية لم يتمسك ابداً بالحوار كنهج لحل القضايا الوطنية .. بل كان نهج قادته في كل تاريخهم السياسي محكوماً برغبة الاقصاء والتخوين وتصفية من يختلف معهم ..

= اليوم ولكي يتحرر الجنوبيون من قيود الماضي ورواسبه يجب ان يكون الاختلاف اثراء واتفاق .. من حق اي فرد من افراد الشعب الجنوبي ان يقول رأيه الخاص ، وان يتبنى خياره الخاص به ، فلا أحد يملك حق فرض رأيه على الآخرين .. أنت تملك حق إبداء وجهة نظرك ، وهم يملكون حق القبول أو الرفض .

= لان الاختلاف في الرؤية والأسلوب الموصل للهدف ليس مضراً كثيرا .. لكن الضرر يكمن في بزوغ المناطقية والحزبية المقيتة ، والتكتل الأعمى الذي تنقصه الكثير من الحيثيات , والحكم انطلاقا من الدعاية أو الحدس , وجعل إحكامنا مطلقة وتُهماً ثابتة على من يخالفنا الرآي والتوجه .. هــنا يكمن الخطاء الفضيع في قراءة الواقع .

= والانجرار في مثل هذه المتاهات ليس فيها منتصر ابداً .. بل ان من يدعي الانتصار وحق تمثيل القضية بمعزل عن الاخرين ما يلبث أن يدرك انه الخاسر ، فالقضية الجنوبية هي قضية أبناء الجنوب كافة بمختلف مكوناتهم السياسية والاجتماعية ، هم من يمثلونها على كافة المستويات ، ولا يمكن لاي طرف او فصيل او مكون ان يدعي حق التمثيل او فرض الوصاية واحتكار الحقيقة .. فزمن فرض الوصاية واحتكار الحقيقة وادعاء التمثيل قد ولى . على الجميع يقبلوا بعضهم البعض دون شطط ، احتراماً لدماء الشهداء وعدالة القضية .. وشعب الجنوب هو المرجعية وصاحب القرار والقول الفصل في تحديد ما يرتضيه .

* شفاء الناصر ..