بصراحة تنظيم القاعدة مش غلطان علينا، وما كانوش يقصدوا يقتلوا حد، لكن "قا بَقْه"، يعني "دسقه عليهم"، وإلا هم بصراحة طيبين وحبوبين وعمرهم ما أذوا حد.. وكان بيان اعتذارهم عن الخطأ الذي حدث أثناء زيارتهم الإنسانية إلى مجمع العرضي واضحاً، وفيه إنسانية ومحبة وتسامح قلما نجد مثلها في الكرة الأرضية كلها.
الجماعة ما كانوش يقصدوا خالص.. واحد- فقط- من أعضاء التنظيم (الله يهديه) هو اللي خالف خط سير الرحلة وأهدافها النبيلة. وحصل خير.
واحد فقط من أعضاء التنظيم ذهب إلى مجمع العرضي وهو مُش مجمِّع رأسه.. وإلا هم طيبين جداً! وقد اعتذروا، وقال زعيمهم (الله يحفظه) في بيان له إنه تم- قبل العملية- تحذير الأفراد. وأنا بصراحة زعلان منه ليش يسميهم أفراد، ويفترض به أن يسميهم ملائكة. ويعمل تصريحاً آخر يقول فيه: إنه تم تحذير "الملائكة" الذين سيقومون بالتنفيذ من دخول المجمع السكني أو أماكن الصلاة أو المستشفى، لكن يبدو أن أحد الملائكة خالف الأوامر.
ما كانوش يقصدوا خالص.. هم طيبين ويدعون إلى الله بالكلمة الحسنة.. وكان ذهابهم إلى مجمع الدفاع مجرد "زلة قدم"، وكان يفترض بوزارة الدفاع أن تتفهَّم الأمر، وتلفلف الجثث سكته بسكته.. بلا شوشرة ولا محاولة لتشويه وجه القاعدة المشرق والمضيء، خصوصاً وأننا-كيمنيين- حرام ما عد نستضي الدنيا إلا بوجوههم السمحة. الله يحفظهم.
وعليه، وبعد اعتذار القاعدة لأسر الضحايا وعرضهم تقديم الديات، فإنني أشكر ملائكة القاعدة، وأطالب كل يمني ظن بهم السوء أن يقدم لهم الاعتذار الكامل.. الجماعة ما كانوش يقصدوا.
كما أطالب وزارة الدفاع وأسر الضحايا أن يحمدوا الله على تلك الزيارة التاريخية التي قام بها أولئك الشجعان إلى المستشفى، ولما أساءهم حال التطبيب في اليمن، وتدهور أحوال المشافي اليمنية شعروا بالغيرة على شعبهم وأمتهم، وما كان منهم إلا أن أطلقوا الرصاص وقتلوا المرضى والنساء والرجال دون قصد، هم كانوا يقصدوا من وراء تلك العملية "الإنسانية" البحتة أن يلفتوا- فقط- انتباه الناس إلى أن الوضع الصحي في اليمن سيء وينبغي إصلاحه.
لا أعرف تحديداً، أين أذهب لأسجل تعاطفي مع التشويه اللي تعرض له ملائكة القاعدة الشجعان.. ولا أعرف أيضاً أين أودي وجهي من مشايخنا الدينيين، المخترعين منهم والعباقرة، فقد ظننتُ سوءاً بهم حينما وجدتهم "مدعممين" عما حصل في العرضي، ولم يحرقوا الدنيا رفضاً واستنكاراً كما يفعلوه لو أن مغنية قالت "ياليل دانه لدان".. بصراحة الآن افتهم لي بأن سكوتهم كان من ذهب.
بارك الله في مشايخنا الأجلاء فرداً فرداً.. وبارك الله بشجعان القاعدة "ملاكاً ملاكاً.. وإن شاء الله ربي يجعل لليمنيين كلهم الموت إذا ما قبلوش الاعتذار.
خلاص.. الجماعة وصلوا.. ومحناش قبائل أبداً لو قلنا كاني ماني، أو ما قلتم يا جماعة؟ الجماعة "مُحكمين" ومافيش داعي للغنج. وعلى وزارة الدفاع أن تقبل بالتحكيم، وفي أسوأ الأحوال عليهم أن يأتوا في المرة القادمة مصطحبين معهم أولياء أمورهم، وإلا حرام ما يدخلوا لها من باب. خلاص "قطاف خبر". وفي العملية القادمة كل واحد يضبط جهاله. أوما قلتوا؟
أعتقد- شخصياً- أن هذا التوبيخ يكفي. وأنا بصدق منتظر بس أشوف منهم الوسطاء عشان أضرب لهم تعظيم سلام، لأنهم حكماء بصراحة، وحبوبييييين قوي.
الله ينصر القاعدة، ويوفق الوسطاء، كلهم- ما شاء الله- طيبين وما كانوش يقصدوا القتل والترهيب. هم فقط كانوا ولا زالوا "يقصدوا الله". مع اعتذاري الشديد- طبعاً- لورود كلمة ترهيب في مقالي هذا، فأنا مثلهم "مقصدش"، والحكاية وما فيها "زلة قلم"!
فكري قاسم