تقارير قناة الجزيرة عن الجنوب والتحير الحزبي والمناطقي لمراسليها في صنعاء

طالعتُ كغيري التقرير الذي نشرته شبكة قنوات الجزيرة عن القضية اليمنية والذي جاء تحت مسمى ( القضية الجنوبية .. عقدة اليمن).

ورغم أهمية التقرير إلا إنه وللأسف الشديد أختزل الكثير من المغالطات وغض الطرف عن عدد كبير من الحقائق المهمة والتي كان من الضروري أن يشملها إذا ما أرادت شبكة الجزيرة أن تُقدمه بطريقة حيادية مثلما تدعي.

فالتقرير لم يتحدث بشكل أكثر توضيحاً عن جرائم الإبادة التي قامت بها القوات الحكومية ضد أبناء الجنوب ، ولم يتطرق إلى ما ذكرته التقارير الدولية بشأن الاعتقالات ومنها اعتقال نحو سبعة ألاف شخص في عدن وحدها يوم 7/7/2009م.

ومن العجيب جداً أن التقرير لم يُشر لا من قريب ولا من بعيد للمظالم التي يُعاني منها أبناء الجنوب وعمليات الفيد والنهب والسلب التي لا تزال تُمارس بحقهم .. فقط هو صور التقرير وكأن الجنوبيين يحتجون فقط على تسريحهم من وظائفهم .

كانت الكثير من التواريخ التي شملها التقرير غير صحيحة.

ولم يتطرق للحروب والصراعات الدامية بين شطري اليمن ، كحرب 79 م رغم أنها حرب أكثر دموية من حرب 72 الحدودية.

ومن أبرز المغالطات ما قاله التقرير عن كون الحزب الاشتراكي حصل على نسبة ضئيلة من مقاعد الجنوب في برلمان 93، رغم ان الحقيقة أن الحزب في تلك الانتخابات حصل على جميع مقاعد الجنوب البرلمانية عدا مقعدين فقط .

وأنا استغرب حقاً إصرار مُعدي التقرير ( مجهولي الهوية ) على إصباغ التقرير بأن الجنوبيين عاشوا حياتهم في أغلبها لاجئين في الشمال بسبب الصراعات ، دون أن يتطرق إلى الطرف الآخر واللاجئين الشماليين الذين نزحوا لعدن خصوصاً أبان التصفية وانقلاب الناصريين ..

لقد تجاهل التقرير بصورة غير مبررة عدم التطرق للطرف الذي أعلن الحرب في 94 ، والأسباب .. ولم يتطرق ولو بكلمة واحدة عن جرائم الإبادة والتصفيات والاغتيالات التي طالت أكثر من (150 ) شخصية وكادر جنوبي في العاصمة اليمنية صنعاء ، ضمن مساعي نظام الرئيس صالح للتمهيد لحرب 94 الإجرامية.

ورد أيضاً أن عدد قتلى الحراك الجنوبي في عهد حكومة الوفاق أقل بكثير من عهد الرئيس صالح ، هذا الأمر فيه كثير من المغالطات ، ففي عهد حكومة الوفاق اُرتكبت الكثير من المجازر وسقط عدد كبير جداً من أبناء الجنوب ضحايا لقمع آلة الإرهاب والقتل العسكرية ، ولعل أخرها ما حصل في الضالع من مجزرة سقط ضحيتها نحو 20 شهيداً بينهم العديد من الأطفال.

في الأخير رسالتي للأخوة القائمين على تمثيل قناة الجزيرة في اليمن ..

أين المهنية ؟

وهل كان للانتماء الحزبي والفكري دور أساسي عند صياغة هذه التقرير ؟

* من صفحة الاعلامي محمد اليزيدي