* في اليمن:لماذا لا يموت الأشرار في هذا البلد، ولماذا تطول أعمارهم ويتطاول بنيانهم.
تحت عنوان ‘‘ وداعية صاخبة : حين يرحل المفكرون ‘‘
كتب الدكتور " احمد عبداللاه " الخبير ابترولي الجنوبي المقيم في كندا , هذا الموضوع الهام يعيد " شبوه برس" نشره :
د/ احمد شرف الدين ذلك الذي رحل، مختلفٌ جداً، فلو رحل المفكرون وبقي القتلة ماذا ستعني الحياة !. للأسف كل يوم يقتنع المرء اكثر بان اليمن ينحسر وينقرض حاملاً أغلى الرجال الى القبور. كلما يُفبْرَك أملٌ ما في دُنياه تسقط هامةٌ كبيرة بشكل صادم فيعود ادراج اليأس، فلماذا إذاً لا يموت الأشرار في هذا البلد، ولماذا تطول أعمارهم ويتطاول بنيانهم.
اليمن بحاجة الى هدنة طويلة لمدة قرن ليرتاح من تعب الأسفار التاريخية الطويلة.
ويرتاح من هذه النخب المقززه، ويحتاج لان يتراوح بين البقاء والشفاء زمناً إضافياً لكي يستطيع ان يحلم.
من يقول بان اليمنيين يحلمون فانه يهذي، فاليمنيون لا يجيدون الحلم منذ عهد بعيد فلقد أهلكتهم الكوابيس والغربان والرصاص واهلكتهم غريزة النهب المتوحشة حتى حولتهم الى شعب من المكتئبين الجياع، محاطين بالكهنة ومتعهدي الطائفية وقبليات الدين ورأس المال والأيديولوجيا والشيوخ والمسترزقين والمولولين، خلطة من أوليغارشيات تاريخية مركبة بقبح متداخلة ومتنافرة، فان تصالحت أكلت البشر وان تفرقت مزقتهم فيما بينها، ولا فرق بين الحالتين سوى في كثافة النفير.
اليمنيون يفرحون لأي كذبة ويزغردون لأي كلمات جوفاء خرقاء ينطق بها أيُّ من أولئك ثم يستفيقون على ( خواء) وخوف.
من يقف أمام ركام الكلام والمقالات والتعليقات يظن بانه يسمع أنين كوني لنفوس راحلة ربما تأتي من احدى مجرات البؤس.
ولا أحد، يتقن استخدام العقل، قادرٌ على استنتاج حقيقي لاتجاه الرأي العام في اليمن، لكأنَّ الجميعَ لم يستفيقو من فزَعٍ عظيم ألَمَّ بطفولتهم وأقعدهم في مكانهم ذاهلين، ينصتون موَحَّدين لاخبار الموت والقتل والوحشية ثم يختلفون على طريقة البكاء.
اليمن ألان، أولا وقبل كل شيء، بحاجة الى الله الحقيقي، ليس ذلك الذي يقتلون باسمه او يفتون باسمه او يتقاتلون باسمه، ثم يحتاج الى تلك الهدنة الطويلة حتى يستقر الله الحقيقي في ضمائرهم أو يروضونها لتقبله.
بعد ذلك عليهم ان يغيروا اسماء المراحل ويغيروا أسماءاً كثيرة وإن استطاعوا ان يغيروا اسماء الارض والسماء حولهم وفوقهم فليفعلوا لكي يكتشفوا انهم بُعثوا للحياة .
* بقلم - الدكتور احمد عبد للاه
خبير دولي في مجال النفط من الضالع مقيم في كندا