عذرا يا شيخ : اليمن أغلى .. قبيلي يبحث عن دولة !

2014-03-04 10:40
عذرا يا شيخ : اليمن أغلى .. قبيلي يبحث عن دولة !
شبوة برس - متابعات صنعاء

 

عندما يطالب صادق الأحمر ـ اليوم ـ من الرئيس هادي بـ"دولة"، فإنه يذكرني بمتهم في محكمة قام بقتل أبيه وأمه، ويتوسَّل القاضي من خلف القضبان بتخفيف العقوبة عليه لكونه "يتـــيم"!!

 

عجيب أمر الشيخ صادق، فقد جعلني أتذكر مقابلته مع قناة العربية في مايو 2011م، وكنتُ حينها متحدثاً باسم الحركة الشبابية، منتظراً دوري بالحديث بعد حواره مع قناة "العربية"، فبينما المذيعة تستفسر تعليق الشيخ عمَّا تقوله الحكومة اليمنية عن وجود محاولات من قبله للسيطرة على وزارات ومقرات حكومية تقع في نطاق المربع الذي يقيم به "في منطقة الحصبة"؟

 

كان جوابه بنبرة استعلائية: "والله ما عندي أي تعليق.. مسيطرين نعم!.. وزارة الداخلية شبه مسيطر عليها.. قوات النجدة شبه مسيطرين عليها.. مش شبه يعني، لم يعد هناك أحد لا وزير الداخلية ولا قيادة النجدة.. وزارة التجارة إحنا فيها.. وزارة الإدارة المحلية إحنا فيها.. وكالة سبأ للأنباء إحنا فيها.. إدارة المساحة إحنا فيها.. والآن إحنا بنحاول على وزارة الكهرباء".

 

وعندما قاطعته المذيعة بدهشة لتسأله "يا شيخ صادق، ولكن ما هي الصفة التي يحملها لكي يسيطر بها على مقرات حكومية؟!!

 

أجاب عليها بالقول "الصفة بأني يمني.. وعلي عبدالله صالح بأي صفة؟ هل يملك أي صفة الآن بعد قتله للشعب اليمني؟!!.. إلخ.

 

واستمرت المقابلة مع المذيعة المندهشة من منطقه المجنون في التعبير عن نفسه وعن التعامل مع الدولة، والتي- المذيعة- تتبَّعت الحديث معه وهو يرد بعنجهية، غير مميز بين الدولة وبين الرئيس السابق، وحتى اختتم أحد أجوبته على تلك المذيعة "بأنه لن تُقبل أي هدنة للقتال إلا بطلب من الدولة له، وسلفاً، وبشرط أن يأتي وقف إطلاق النار من الدولة أولاً، وبأنه مستعد للهدنة من مصدر قوة وليس من مصدر ضعف".

 

وعندما سألته عمَّا خلف استدعاء النيابة العامة له وإخوانه وبعض المشايخ في قبيلة حاشد، كان رده بنزق استعلائي بأن "صالح لم يعد قادراً على توقيف طفل.. كيف سيوقف اليوم صادق بن عبدالله حسين الأحمر؟ خاتماً نزقه بالتفوُّة على المذيعة "أنتي والخبالة حقش"!!!

 

حينها شعرت بواقع الصدمة، وأغلقت هاتفي مع القناة قبل أي تعليق، وأتذكر بأني تواصلت مع الإعلامي الفذ أ. حمود منصر، مراسل العربية، ذات المساء ومن باب الاعتذار، وقلت له "ما قيل اليوم مصيبة أكثر مما كنت أتوقع، وهذا منطق للوجه الأبشع في هذا النظام ـ إحنا ضعنا يا أ. حمود".

 

ومرت الأيام يا شيخ صادق.. وتنحَّى "صالح"، ولكننا لم نلاحظ أي تغير في مسلسل العنجهية والغطرسة الهادفة إلى إذلال دور ومكانة وهيبة الدولة وتولية كل القرار للسفارات، بل على العكس، سلَّمتم كل شيء مقابل التقاسم وتحكمتم بكل ما تحت أيديكم لبسط السيطرة عليه والتعدي لما للطرف الآخر في الحكومة!!

 

غير إن الأيام تواصلت، وقادتكم الغطرسة إلى مواجهة مع خصم لا يحترم الدولة هو أيضاً ممثلاً بـ"الحوثي"، وتكبَّدتم على يديه انتكاسة مرة وتاريخية لتشربوا من نفس الكأس.. نفس الكأس.. بنفس مرارته وعمالته!!

 

بعد كل هذا يا شيخ صادق، تأتي اليوم بعد إضعافكم للدولة وتعاليكم ورفضكم لأية مساءلة قانونية، وبعد خسارتك للناس في حاشد وخسارتك أمام مليشيات الحوثي، لتقف على أطلال دولة، باحثاً من الرئيس هادي عن "دولة ".. أية "دولة" تعني؟ فليس هناك دولة أجيرة تعمل على نصرتك أو نصرة غريمك بعد كل هذا!!

 

 

لا أعتقد بأنك تحترم دولة أو تفهم معنى المدنية أو الثورة.. فقط تعشقون السلاح والهوشلية والقتال للهيمنة والتكبُّر على الناس!

 

ولم أكن بلطجياً ولا عميلاً مع "صالح" أو غيره عندما انتقدكم مبكراً وتحدثت في عشرات القنوات بأنكم "الشيخ واللواء" لا تمثلون حركتنا الشبابية، ولا تصرفاتكم تليق بنا؟ بل كنت شاباً حراً تتلاقفه وتخونه صبيانكم المسخرة بأموالكم لتخريب التغيير والدولة والدخول في فتن أهدرت فيها الدماء إلى ما لا نهاية!!

 

وأخيراً، أطرح السؤال يومنا هذا لك: من قتل الدولة يا شيخ صادق.. مشيختكم المتغطرسة أم تجارة سيدة الأعمال "آمنة العمراني"؟!

 

عموماً، أتمنى منكم اليوم بأن تعوا أهمية الدولة ككيان للناس أجمعين، وكعبرة للدرس وليس كحيلة وكعزة بالإثم لدق المسمار الأخيرة في الدولة اليمنية المشلولة تحت سطوتكم المتهورة..

 

عذراً يا شيخ.. اليمن أغلى دائماً.

 

* عادل الربيعي - اليمن اليوم