((أخي مشعل بين القتل و الإقالة متسع من الرحمة))
الوزير النظيف جدا الفتى معمر الارياني أصدر قرارا بإقالة المفوض العام للكشافة المنتخب من القيادات الكشفية في عموم المحافظات ومن خلال مؤتمر عام ، مشعل الداعري، متهما إياه بالفساد .
ربما لا يعلم كثيرون انه ومنذ التحضيرات الأولى لانعقاد مؤتمر القيادات الكشفية لم يكن الارياني قابلا لمبدأ ان يتولى جنوبي مهام مفوض الكشافة، وخلال جلسات المؤتمر بذل من الجهد وأنفق من المال الكثير في سبيل إسقاط الداعري وإنجاح المرشح الموالي له لكن جهوده باءت بالفشل ،فما كان منه الا ان قرر وبانتهاج سلوك عدواني ينقصه الخلق شن حربا ضروس ضد الداعري ، ختمها بالانقلاب الكامل على نتائج الانتخابات، من خلال تعيين عدد من أقاربه في مواقع استحدثها هو في قيادة الكشافة كان أبرزها تعيين مسئول مالي للمفوضة يتبعه بشكل مباشر.
تصرفات الارياني الفتى الذي ولد مسئولا ، بفضل دعاء الوالدين وبركة صلاة الفجر كما يقول أهل صنعاء ،لا تتناسب مع سنه الطري وتجربته المحدودة في الحياة ،لما تنضح به من حقد مناطقي لا يستقيم مع ادعاءاته الوحدوية ،أصم آذاننا وهو يحذر منه لما له من أثر في تمزيق النسيج الاجتماعي..
ان يكرس وزير كل عمله وجهده صوب محاربة قيادي شاب ناجح ،فيحيك ضده المؤامرات والدسائس،ويضع العراقيل في مواجهته لا لشيء سوى لأنه غير مرغوب فيه بسبب جنوبيته، فهذا هو التجسيد الصارخ ،للممارسات الانفصالية التي مارستها ومازالت تمارسها قوى النفوذ في صنعاء ضد كل ما هو جنوبي، ولا يتوانون وصم الآخرين بالانفصالية .
كان أحرى بمعمر الارياني أن يتفرغ لمهام وزارته ،التي باتت نموذجا في الفشل ،وان يترك للآخرين طالما وقد قبلوا ان يعملوا الى جواره ،ان يمارسوا مهامهم، بعيدا عن الحسابات المناطقية والانفصالية التي مارسها ومازال يمارسها بحق العزيز مشعل الداعري بأبشع صورها.
ولا باس مشعل فما ضرك ان تقال من موقع ، وتذكر ان من أهلك من يقال من الحياة ذاتها برصاص جماعة معمر الارياني ...وبين القتل و الاقالة هناك متسع من الرحمة.. فابتسم .
* الكاتب منصور صالح