من أتخذ لنفسه لقب الزعيم - الرئيس- لن يتنازل للصالح الجنوبي لا سيما أبناء المدرسة الشمولية الواحدة

2014-03-25 18:21
من أتخذ لنفسه لقب الزعيم - الرئيس- لن يتنازل للصالح الجنوبي لا سيما أبناء المدرسة الشمولية الواحدة
شبوة برس- خاص عدن

 

منذ أن بدأ تشكل فيما اتفقنا على تسميته بالحراك الجنوبي، ولم ينقطع حديثنا حول ضرورة توحيد فصائل ومكونات الحراك المختلفة ، ومن أجل هذا الهدف (النبيل) ظهرت مبادرات تلو المبادرات لهذا الغرض، وكل فصيل أو مكوّن من مكونات الحراك يدعي أنه يسعى للم الشمل وتوحيد هذه الفصائل والمكونات والمسميات المتعددة ودائما تلقى اللائمة على (الآخر) .

ومع تزايد النداءات من كل جانب للتوحد يزداد التشظي والتشردم.

 

فإذا حاولنا البحث عن أسباب هذا الخلاف والتفرق بين هذه الفصائل والمكونات في برامجها، فلن نجد فيها ما يستدعي ذلك فالكل تقريبا يعترف بفشل الوحدة واستحالة اعادة بنائها، ومن تم فإن جميعها يرى أن لا حل سوى من خلال التحرير والاستقلال وعودة الوطن الجنوبي كما كان عليه قبل مايو 1990، مع اختلافات طفيفة في سبل تحقيق ذلك والوسائل التي يمكنها اتباعها.

 

فإذن ماهو إذن السر الكامن من وراء هذا التمزق؟

 

 لا أدعي بأني أملك جوابا لهذا السؤال ولكني ساحاول فقط أن ألمس بعض النقاط والتي أرى أنها مرتبطة به.

 

فأولاً: هل من الضروري أن تتحد كل مكونات وفصائل الحراك الجنوبي في فصيل او مكون واحد وبقيادة واحدة؟ جواب ذلك كما أراه، أنه ليس بالضروري ابدا، بل أجد أن ذلك غير مجدي من ناحية ومن ناحية أخرى فانه مستحيل التحقيق، فكما اسلفت انه لا توجد بين هذه المكونات فروقات برنامجية جوهرية تستدعي التعدد ولكن الخلاف الاساسي بينها هو في الزعامات لا في البرامج والغايات، وطالما الأمر كذلك فإن من العبث بدل محاولات التوحيد بينها .

فهل يمكن لمن أتخذ لنفسه لقب الزعيم - الرئيس- القائد أن يتنازل ويتراجع لصالح الآخر ولا سيما جميعهم من ابناء مدرسة واحدة -مدرسة شمولية لا تعترف بالآخر ولا بالديمقراطية والرأي الآخر.

 

وثانياً: فلتكن في الساحة كل تلك المكونات والفصائل، ولكن هل يمكن أن تبذل الجهود في اتجاه تحقيق مبادىء عامة بينها وهي:

 

·  جمعينا نعترف بفشل وحدة 22 مايو 1990.

 

· جميعنا نرى ضرورة عودة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

 

·  من حق كل فصيل أو مكون أن ينهج الطريق الذي يراه مناسبا لتحقيق الهدف.

 

· نعترف بأن النضال السلمي بصوره المختلفة هو الوسيلة لتحقيق هذه الغايات.

 

· جميعنا نعترف ببعضنا البعض دون اقصاء أو تخوين.

 

· لا يملك أي فرد من تلك الزعامات المزعومة  حق الوصاية على شعب الجنوب ولا يدعي بأنه الذي يملك التفويض منه في استعادة دولته.

 

· ضرورة دمقرطة الفصائل والمكونات الحراكية والدفع بعناصر جديدة لا تحمل أي أوزار الماضي في واجهة تلك المكونات والفصائل.   

 

 أن فصائل ومكونات الحراك الجنوبية مجتمعة تقريبا لا تملك منهجية محددة وواضحة لتحقيق هدفي الاستقلال وإعادة الدولة، وحتى في رفضها للتسويات الجارية (مؤتمر الحوار ومخرجاته - ومواقف بلدان الاقليم والعالم الفاعلة والمؤثرة ) فلم تضع بديلاً ايجابياً ( وأقصد بالبديل الايجابي هو برنامج واضح وقابل للتنفيذ) بدل من الرد او البديل السلبي المتمثل بالرفض فقط.

 

ويجب بدل جهد اكبر في اتجاه تنمية الروح المدنية في مقابل نبذ الثقافة القبلية والمناطقية في اوساط الجنوبيين، والتركيز في الفعاليات المدنية والمطالبات المجتمعية الضاغطة من أجل تحسين التعليم والصحة والأمن والنظافة والبيئة والحفاظ على المعالم التاريخية والتراث الشعبي وذلك باستخدام كل الوسائل والادوات المتاحة من قبل النظام نفسه، والعمل وبشكل ايجابي ضمن منظمات المجتمع المدني المختلفة والمنظمات والجمعيات النقابية والموجودة والمعترف بها حتى من النظام نفسه والعمل على اختراقها والسيطرة عليها دون الحاجة لايجاد منظمات او جمعيات ونقابات بديلة (جنوبية).

فليس من الضروري دائما عمل حشود جماهيرية للتعبير عن مطالب سياسية، ولكن لا بد من تحشيد الجماهير كذلك من اجل مطالب مدنية (اطلاق سراح سجناء رأي- المطالبة في تحسين النظافة - تحسين التعليم- الصحة- منع هدم او الاستيلاء على معالم تاريخية - مطالبات حقوقية للعمال او الموظفين..الخ). 

 

د. محمد آدم عبد العزيز 

كلية الزراعه – جامعة عدن

25 مارس 2014