واصل تنظيم القاعدة الانتقام للهزيمة التي مني بها على يد قوات الجيش في اليمن، ونفذ هجومين في صنعاء والمكلا أديا إلى مقتل 14 شخصاً، بينهم ثلاثة من أعضاء التنظيم، فيما أكدت واشنطن مغادرة ضابطين من طاقم السفارة الأميركية لدى صنعاء بعدما قتلا اثنين من المسلحين حاولا خطفهما في العاصمة خلال أبريل الماضي.
وأكدت مصادر في الشرطة لـ «البيان» مقتل 11 من أفراد الشرطة العسكرية في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت بهجوم نفذه انتحاري يقود سيارة عسكرية مفخخة استهدفت المبنى أثناء تناول الجنود طعام الغداء.
وأوضحت أن 11 على الأقل قتلوا إلى جانب الانتحاري الذي موّه على الحراسة بقيادته سيارة عسكرية كانت عناصر القاعدة استولت عليها في المواجهات التي شهدتها محافظة شبوة مؤخراً حيث ارتطمت بالمبنى. وخلّف الانفجار أضراراً بالغة في مقر الشرطة العسكرية ومبان مجاورها، بينها مبنى شركة النفط في المحافظة، وأسفر عن 15 مصاباً أيضاً.
وفي صنعاء، أفادت وزارة الداخلية بأنّ ثلاثة إرهابيين وأربعة مدنيين قتلوا في هجوم جديد لتنظيم القاعدة استهدف حاجزاً أمنياً في مدخل القصر الرئاسي للمرة الثانية خلال يومين.
وقالت الوزارة إنّ الإرهابيين الثلاثة قتلوا في هجوم جديد استهدف نقطة تفتيش في جولة المصباحي، وهو المكان ذاته الذي تعرض لهجوم لمسلحين من القاعدة قبل يومين وأدى إلى مقتل أربعة من قوات الحماية الرئاسية، فيما فر المهاجمون. وأضافت أن ثلاثة مدنيين قتلوا في الهجوم، فيما فر بعض عناصر «القاعدة» وتجري ملاحقتهم.
تهنئة بالانتصار
من جهتها، ذكرت وزارة الدفاع أن اللواء الركن محمد ناصر أحمد تفقد ومعه رئيس أركان القوات الجوية والدفاع الوحدات الخاصة بمكافحة الإرهاب والتدخل السريع حيث هنأها بالانتصار الكبير على عصابات الإرهاب في مختلف الجبهات في مديرية المحفد بمحافظة أبين، وفي عدد من مديريات محافظتي شبوة والبيضاء.
وأضاف إن القوات المسلحة والأمن وُجدت من أجل حماية الوطن والمواطن ضد كل من يحاول العبث بأمن اليمن واستقراره والسلم الاجتماعي لأبنائه، أو من يسعى إلى إعاقة مسيرة تقدمه وتنميته ونهوضه الحضاري.
وقال إن «منتسبي المؤسستين الدفاعية والأمنية ومعهم أبناء الشعب لن يسمحوا لقوى الشر والإرهاب بتدنيس تربة اليمن الطاهرة وتحقيق مآربهم ومخططاتهم الإجرامية ضد أبناء الشعب».
وأضاف: اليمن سيخرج من الأزمات، وسيتجاوز كل الصعاب وأعمال العنف والإرهاب، في ظل قوة وتماسك وصلابة أبطال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية، وإلى جانبهم جماهير الشعب الرافضة للإرهابيين وكل من يقف معهم.
وشدد وزير الدفاع على ضرورة البقاء في جاهزية قتالية وفنية ويقظة عالية للاضطلاع بالمهام النوعية في تعقب وملاحقة بقايا العناصر الإرهابية أينما وجدت.
وقال: ستظل القوات المسلحة والأمن تمثل القوة الضاربة بيد الشعب وتقف على مسافة واحدة من كافة المكونات السياسية والحزبية، تؤدي مهامها بكل تفان وإخلاص، وبولاء مطلق لله ثم للوطن والشعب، ولن تسمح لأي كان أن يخل بالأمن والاستقرار.
ويأتي هجوم الأمس بعد يومين من قتال بالأسلحة قرب قصر الرئاسة وما بدا أنها محاولة اغتيال تستهدف وزير الدفاع في محافظة شبوة الجنوبية. وقال ناطق باسم وزارة الداخلية إن ثلاثة مسلحين قتلوا في الهجوم الجديد.
وأوضحت الوزارة، في بيان، أنّ «الإرهابيين الثلاثة لقوا مصرعهم عند اعتدائهم على نقطة حراسة أمنية»، مضيفة أن مسلحاً رابعاً أصيب، كما قتل مدني من المارة.
وكان مصدر أمني صرح بأن قنبلة انفجرت، السبت، قرب منزل الرئيس عبدربه منصور هادي في مدينة عدن الجنوبية. ولم يصب أحد، ولم تلحق أضرار بمنزل هادي.
تحذير كهربائي
من جانبها، حذرت المؤسسة العامة للكهرباء اليمنية من أن استمرار الاعتداءات على خطوط نقل الطاقة مأرب - صنعاء قد يؤدي إلى انهيار محطة مأرب الغازية وتوقفها عن العمل، معتبرة الوصول إلى هذه المرحلة كارثة حقيقية على البلاد باعتبارها أكبر منتج للطاقة الكهربائية.
وقال نائب مدير عام المؤسسة أحمد النمر، في تصريحات صحافية، إنّ تلك الاعتداءات ألحقت دمارا هائلاً بالمنظومة الوطنية للكهرباء، وكبدت المؤسسة خسائر كبيرة ووضعتها أمام أوضاع صعبة، موضحاً أن العديد من وحدات التوليد لا تزال خارج نطاق الخدمة وتوقفت عن العمل نتيجة لتلك الاعتداءات المتكررة.
ولفت إلى أن أكثر من200 ميغاوات خارج الخدمة نتيجة لعدم توفر الوقود للمحطات، وهو الأمر الذي يفاقم من حدة المعاناة والعجز في الطاقة.
تأكيد مغادرة
وفي واشنطن، أكدت وزارة الخارجية الأميركية مغادرة ضابطين في السفارة الأميركية صنعاء، حيث كانا أطلقا الرصاص وقتلا اثنين من المسلحين حاولا خطفهما في العاصمة في أبريل الماضي.
وقالت الناطقة باسم الوزارة ماري هارف، في بيان: «يمكننا تأكيد أن ضابطين من السفارة الأميركية في اليمن أطلقا الرصاص الشهر الماضي في مواجهة مع مسلحين حاولا خطفهما من متجر صغير في صنعاء».
وقالت مصادر أمنية في العاصمة اليمنية إن تصوير دائرة تلفزيونية مغلقة ظهر فيه الأميركيان في محل لتصفيف الشعر عندما دخل رجلان متنكران في زي أفراد أمن واندلع اشتباك.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز، الجمعة، عن مسؤولين أميركيين كبار لم تكشف هوياتهم أنه تم نقل الضابطين الأميركيين خارج اليمن بموافقة الحكومة اليمنية، بعد أيام من حادث إطلاق النار. وأغلقت السفارة الأميركية في صنعاء أبوابها أمام الجمهور مشيرة إلى دواعي أمنية.
تضافر الجهود
أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ضرورة تضافر جميع الجهود لتحقيق الأمن والسلام في ربوع بلاده وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني باعتبارها المخرج الوحيد والآمن لليمن للعبور إلى المستقبل وبناء الدولة اليمنية الحديثة التي تستوعب جميع أبنائها.
وثمن الرئيس هادي لدى لقائه، أمس، اللجنة الرئاسية المكلفة حل قضية صعدة الجهود التي تقوم بها اللجنة، مشدداً على ضرورة استمرار هذه الجهود من أجل الوصول إلى حلول للقضية في إطار الجهود المبذولة لحل كافة المشاكل في بلاده.
تأتي تصريحات الرئيس اليمني في وقت تشهد البلاد تحديات أمنية ومواجهات متصاعدة مع تنظيم القاعدة الذي بات يشن هجمات شبه يومية في العاصمة ومحافظات أخرى. وتأتي كذلك في أعقاب هجومين شنهما التنظيم قرب قصره الرئاسي في العاصمة.