وسط ظروف اقتصادية صعبة .. صنعاء تخلو من سكانها جزئياً خوفاً من اشتعال الأزمة

2014-10-05 04:42
وسط ظروف اقتصادية صعبة .. صنعاء تخلو من سكانها جزئياً خوفاً من اشتعال الأزمة
شبوة برس - متابعات - صنعاء

 

كشف أول أيام عيد الأضحى المبارك، واليوم الذي سبقه عن مغادرة نسبة كبيرة من سكان العاصمة اليمنية صنعاء، ليس بمناسبة قدوم العيد ولكن بسبب الوضع السياسي والأمني المتوتر في العاصمة التي شهدت مظاهر الأزمة السياسية منذ 18 أغسطس/آب الماضي، ولم تنته بتوقيع وثيقة السلم والشراكة الوطنية، التي كان يفترض أن تضع حداً للأزمة .

 

ولم يبد العيد في صنعاء هذا العام كالأعياد التي سبقته بسبب الوضع الذي يسيطر عليها بفعل استمرار هيمنة مسلحي جماعة الحوثيين على العاصمة كليا منذ 21 سبتمبر/ أيلول المنصرم، وزيادة مخاوف الناس من تجدد اشتعال الأزمة عسكرياً، خاصة بعد أن عجزت القوى السياسية عن تنفيذ واحدة من أهم نقاط اتفاق حل الأزمة وهي تسمية رئيس جديد للوزراء .

 

وبدت شوارع العاصمة صنعاء على غير عادتها لقلة حركة اليمنيين والمركبات فيها، بعد استمرار نزوح عدد كبير من مواطني العاصمة إلى خارجها بمناسبة باتت مزدوجة وهي زيارة بلداتهم وهروباً من العاصمة التي شهدت مواجهات مسلحة حتى ما قبل أسبوعين، غير أن حالة من الهدوء تسود العاصمة ولم تسجل أية خروق أمنية، في وقت يلاحظ الرقابة الأمنية لمسلحي الحوثيين وغياب كلي لرجال الأمن والجيش .

 

ولاحظ مراسل "الخليج" حضوراً جزئياً لمظاهر العيد هذا العام، حيث خف الزحام في شوارع وأسواق المدينة من المشترين قبل يومين من العيد، عكس المشهد المتعارف عليه سنوياً، وسط ركود وتراجع في حركة البيع والشراء، بسبب القدرة الشرائية الضعيفة لليمنيين، إلا أنهم يصرون على الاحتفال، وحسب محمد أحمد صبري من سكان صنعاء فإنه "رغم كل ذلك سنحتفل بالعيد، وسط هذا التردي الأمني والمعيشي" .

 

وكان مصدر في غرفة التجارة بالعاصمة، قد أعلن تراجع حركة البيع والشراء في القطاع التجاري في صنعاء بنسبة 70% خلال فترة موسم الأضحى، مقارنة بالفترة نفسها في موسم عيد الفطر الماضي، وعزا ذلك إلى التوتر السياسي والأمني الذي يلازم الوضع في البلاد .

 

وعلى صعيد متصل، أدت الظروف الاقتصادية إلى ارتفاع أسعار الأضاحي في اليمن هذا العام، ووصل سعر الكيلوغرام للحوم في المتوسط إلى 2500 ريال يمني، بينما بلغ سعر الأضحية في المتوسط 30000 ريال يمني (نحو 150 دولاراً )، ما جعل الكثيرين يحجمون عن شراء الأضاحي، وهو ما عكس نفسه سلبا على تجار الماشية والعاملين في الحقل نفسه .

 

من جانبها، أطلقت "المؤسسة الاقتصادية اليمنية" التابعة لوزارة الدفاع، مشروع بيع أضاحي العيد في مراكز البيع التابعة للمؤسسة في العاصمة والمحافظات، بعد أن استوردت كميات كبيرة من الأغنام من القرن الإفريقي وبأحجام وأوزان مختلفة وبأسعار مناسبة، وإتاحتها للبيع بمراكزها في المحافظات لتكون في متناول المستهلكين، وبما يسهم في القضاء على جشع التجّار وكسر مغالاة بعض تجّار الأغنام في السوق المحلية، مع اقتراب عيد الأضحى المبارك من كل عام حسب مسؤولي المؤسسة .

 

وعزا متخصصون ارتفاع أسعار الأضاحي المحلية إلى النقص المتزايد في أعدادها، في مقابل انخفاض متوسط أسعار المواشي المستوردة من دول القرن الإفريقي (الصومال، إثيوبيا، جيبوتي)، التي تراوحت بين 22 ألفاً ريال إلى 25 ألفاً .

وشهدت العاصمة صنعاء، أزمة جزئية في مادة الغاز المنزلي، ووصل سعر أسطوانة الغاز في السوق السوداء إلى ثلاثة آلاف ريال، وأغلقت عدد من محال بيع الغاز أبوابها من صباح الجمعة، لعدم توفر الغاز في محطات التعبئة . وبدأت أزمة الغاز، قبل قرابة أسبوع في صنعاء، وأرجعت شركة الغاز الطبيعي، ذلك لقطاع قبلي احتجز ناقلات الغاز، شرق العاصمة صنعاء، إلا ان القطاع رُفع أمس الأول ما خفف من الأزمة تدريجياً .

* الخليج